عقب تحرير الكويت من الغزو العراقي الغاشم والذي صادف يوم 26 فبراير 1991
انطلقت جهود عدد من الجهات المعنية لإعمار القطاع النفطي عن طريق إعداد لجان لدراسة مدى الأضرار التي لحقت بمنشآت ذلك القطاع والحلول المناسبة لمعالجتها ومواجهة التحديات الأخرى الناجمة عنها فضلا عن تلبية احتياجات الأسواق العالمية من النفط الكويتي، وكانت أولى الخطط لإعادة اعمار القطاع النفطي ومنشآته المتنوعة تتمثل في هدفين أساسيين الأول إطفاء الابار في أقرب وقت ممكن والآخر تجهيز بعض الآبار للعودة إلى الإنتاج السريع وإصلاح بعض المنشآت السطحية.
وحتى يومنا هذا، ما زالت الكويت تستذكر في نوفمبر من كل عام ذكرى إطفاء آخر بئر نفطية أشعلتها القوات العراقية قبيل انسحابها من الكويت إثر هزيمتها من قوات التحالف الدولي في فبراير عام 1991، ذلك اليوم الذي قام فيه الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد بإطفاء آخر بئر نفطية مشتعلة معلناً بذلك تجاوز البلاد لآثار تلك الكارثة وعودتها مجددا لأداء دورها الرائد بعزيمة أبنائها وجهودهم وتفانيهم.
وقبيل اندحارها من الكويت أقدمت قوات الاحتلال العراقي الغاشم على إشعال النيران في المئات من آبار النفط وتدمير آبار أخرى مما تسبب في حدوث ما اعتبر أكبر كارثة بيئية شهدتها المنطقة عبر تاريخها، فقد أشعلت النيران في 737 بئراً نفطية ودمرت رؤوس 54 بئراً أخرى مما أدى إلى تحويلها إلى آبار نازفة فيما قدرت كميات النفط المتسربة من تلك الابار بنحو 23 مليون برميل في حين بلغت الخسائر اليومية للكويت نحو 120 مليون دولار أميركي.
وتعرضت ثمانية مراكز تجميع في مرافق حقول شركة نفط الكويت للتدمير التام خلال ذلك العدوان فيما تباينت مستويات التدمير في 18 مركزاً للإنتاج ما بين التدمير الكامل أو التدمير الجزئي، وتدفق النفط من بعض الآبار التي تم تفجيرها ولم تشتعل ليكون ما يعرف بالبحيرات النفطية شديدة الخطورة على البيئة والحياة البشرية بينما أنتجت الكميات الهائلة من أعمدة الدخان التي غطت سماء الكويت مستويات عالية من الملوثات والتي بلغت أطنانا مخلفة أخطارا جسيمة على الصحة العامة.
وتعددت الآثار السلبية على المنشآت النفطية في مختلف مناطق البلاد بشكل تطلب مدة طويلة لإعادة التأهيل فيما أثرت هذه الخسائر المادية على الاقتصاد العالمي على مدار سبعة أشهر.
الكوادر الوطنية
وانطلقت جهود إطفاء تلك الآبار بالتعاون بين الشركة العالمية وعدد كبير من السواعد والكوادر الوطنية العاملة في القطاع النفطي الذين كانوا يواصلون الليل بالنهار ويعملون في ظروف بيئية صعبة جداً من أجل إنهاء مهمتهم الوطنية في أقرب وقت ممكن حتى تمكنوا من إطفاء الآبار خلال ثمانية أشهر فيما تستغرق هذه العملية عادة نحو خمس سنوات.
وبلغ عدد المعدات والعربات التي شاركت في عمليات الإطفاء 5800 قطعة بما يمثل ثاني أكبر أسطول معدات غير عسكرية في العالم وأكبر أسطول يتم تجميعه في مكان واحد في وقت أذهل فريق الإطفاء الكويتي العالم بإنجازاته البارزة في سرعة إطفاء الحرائق