لا تغير في أسس الاقتصاد الكويتي ولاحاجة الى اجراءات حمائية حاليا
عناوين فرعية:
المخيزيم: لابد من خلق البدائل لتعزيز الوضع الاقتصادي المحلي واحتواء أي تأثيرات
أثر ايجابي لتكامل القطاعين الحكومي والخاص وتطوير المنظومة التشريعية للمشاريع
لا بدائل متوفرة للنفط وأسعاره تخضع للعرض والطلب والتطورات الجيوسياسية
صرخوه: هبوط الفائدة أخر التداعيات.. والاقتصادات في عنق الزجاجة لفترة حتى تتأقلم
كتبت سناء الوسلاتي:
تتابع الدول حول العالم ومن بينها الكويت باهتمام تداعيات الرسوم الجمركية التي أعلنت الولايات المتحدة فرضها على شركائها التجاريين سواء كانت سارية المفعول أو قيد التفاوض مع اقتراب الموعد النهائي لفرضها في 2 أبريل المقبل.
وأدى إعلان "رجل التعريفات" الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عن هذه الرسوم الى اجراءات انتقامية مضادة من دول عدة، ما خلق جوا من عدم اليقين في قطاعات اقتصادية عدة وتزايد المخاوف من أن تؤدي هذه القرارات إلى إعادة تشكيل المشهد التجاري العالمي، وسط تحذيرات من إمكانية اندلاع حرب تجارية جديدة تؤثر على الاقتصاد الأميركي والدولي.
وفي هذا الإطار تحدث عدد من صناع القرار الاقتصادي ورجال الأعمال في الكويت عن مدى تأثر الإقتصاد المحلي بما يحدث باعتباره جزء لا يتجزأ من الاقتصاد العالمي الذي سيتأثر حتما والكويت ليست استثناء من هذا التأثر.
وقدم المتحدثون رسائل طمأنة مقللين من شأن هذه التداعيات في الوقت الحالي ومعتبرين أن من السابق لأوانه الحديث عن تأثيرات في الكويت لأسباب عدة منها طبيعة الاقتصاد المحلي، فيما أشار آخرون الى تأثير سلبي على الاقتصاد الأمريكي والعالمي وبالتالي الكويتي، في حين تحدث البعض عن تأثر قطاعات بعينها.
انعكاس محلي
وقال الرئيس التنفيذي لشركة الاستثمارات الوطنية فهد المخيزيم "من المؤكد أن التأثيرات العالمية سيكون لها انعكاس على الاقتصاد المحلي، لكن من السابق لأوانه الحديث عن ذلك، فالحرب الجمركية ليست موجودة حاليا، والرسوم بعضها طبق وبعضها لم يطبق، وأعتقد من السابق لأوانه الحديث عنها وعن تأثيرها ولكن من المؤكد أننا جزء من منظومة عالمية فالتأثيرات ستكون موجودة سواء في السوق المحلي أو السوق الأمريكي".
لا بدائل للنفط
وبشأن مدى استمرار تأثر أسعار النفط بعد أن انخفضت أسعاره بعد الاعلان عن الرسوم الجمركية، قال المخيزيم "إنها دورة اقتصادية في المحصلة خاضعة للعرض والطلب ويعتمد ذلك على الوضع الموجود القائم لكن أعتقد مازال دور النفط دور رئيسي وأكيد مستقبلًا سيكون هناك طلب إضافي عليه فالى حد الآن لا بدائل متوفرة".
تكامل ايجابي
وتحدث عن الإجراءات الحمائية التي يمكن ان تتخذها الكويت مستقبلاً، موضحًا أن "هذه الاجراءات تكون في إطار حكومي، ومن المؤكد أن للقطاع الخاص دور كبير في هذا الأمر لكن تطوير المنظومة التشريعية الموجودة الخاصة بالمشاريع الاقتصادية وتنميتها سيكون لها دور، وأعتقد أن الفريق الحكومي والقطاع الخاص يقومان بهذا الدور، فهناك تكامل بين الطرفين سيكون له أثر إيجابي على الاقتصاد".
بيئة موحدة
وفي ما يخص تأثر الاستثمارات الكويتية في الولايات المتحدة والاستثمارات الأمريكية في الكويت، رأى المخيزيم أننا "في بيئة عمل موحدة فبالتالي أي تأثير خارجي سيكون له انعكاس على الاقتصاد المحلي لكن لابد من خلق البدائل لتعزيز الوضع الاقتصادي المحلي، ولابد من التعامل مع الواقع الموجود، فبالتالي أي تأثيرات لابد من احتوائها".
رسوم غير مدروسة
بدوره، أعرب عضو مجلس ادارة شركة الكويت والشرق الأوسط للاستثمار المالية "كميفك" سمير الغربللي عن اعتقاده بأن الرسوم الجمركية الأمريكية غير مدروسة والرئيس الأمريكي دونالد ترامب لم يفكر فيها جيدا ولا في نتائجها، ومن خلال نظرة تاريخية فإنها سترفع الأسعار وستؤثر على التضخم وترفعه وإذا كان البنك المركز الأمريكي أثبت أنه فعلا مستقل فلن تؤثر في عملية تخفيض الفوائد.
وأضاف "بالنهاية أعتقد أنها ستؤثر على إنتاجية العامل والاقتصاد الأمريكي لأن السلع الأخرى ستكون مدعومة لذلك ستكون أسعارها أعلى من أسعار منتجاتهم فهم سيركنون إلى أن أسعارهم أرخص من الباقي فيمكن ستقلل من الإنتاجية وستقلل من كفاءة العمل والمنتجات الأمريكية فكأن الأمريكي he is shooting himself in the foot "، بمعنى أنه يؤذي نفسه باطلاق النار على قدمه.
وعن المخاوف من الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والعديد من الدول التي أدت إلى انخفاض أسعار النفط وهل سيستمر هذا الانخفاض أو ستتحسن الأمور مستقبلا، قال الغربللي "والله ممكن، لأنه إذا حدث الاتفاق بين أمريكا وأوكرانيا فسيزيد الانتاج في العالم والاقتصاد الصيني الذي يعتبر المحرك الأول في العالم حاليا أضعف من العادة فإذا استمرت الأمور وبدؤت دول أوبيك بلس تزيد انتاجها فمن الممكن أن تنخفض الأسعار.
استثماراتنا بالأسواق
وعن تأثير الرسوم على الاستثمارات الكويتية داخل أمريكا والاستثمارات الأمريكية داخل الكويت مستقبلاً، أشار الغربللي الى أن أغلب استثمارات الكويت بالأسواق فإذا نتج عن الحرب التجارية نزول الأسواق فستتأثر استثماراتنا أما عن استثمارات أمريكا في الكويت فأعتقد أننا لا نمثل نقطة واحدة من التجارة الخارجية مع أمريكا وعند الأمريكيين الذين يرون أن الكويت بيئة جيدة للاستثمار فسيستمرون ولكننا نحن سنتأثر، ويمكن أن تنخفض أسعار النفط ويمكن أن تنخفض الاستثمارات في الأسواق ولا ننسى تأثير المواضيع الجيوسياسية مع التصعيد في اليمن وامكانية أن يحدث تصعيد في إيران فكل هذه الأمور يمكن ترفع أسعارالنفط ".
تأثير اقتصادي
وفي تعليقه على الموضوع قال الرئيس السابق لاتحاد شركات الاستثمار صالح السلمي "نحن درسنا الاقتصاد وكل ما له علاقة بالاقتصاد، وحركة مثل هذه الحركات (الرسوم الجمركية) لها تأثير على الاقتصاد ونحن جزء من هذا الاقتصاد العالمي فسنتأثر به بطريقة أو بأخرى ونأمل اذا كان تأثرنا بشكل سلبي أن يكون التأثر في أدنى مستوياته، واذا كان التأثير إيجابي نأمل أن يكون في التأثر أكبر ما يمكن.
بشأن الإجراءات الحمائية التي من الممكن أن تتخذها الكويت في ظل هذه الحرب التجارة، قال "ان شاء الله نكون بعيدين عنها وأنا كشخص مطلع على الموجود أقول أن هناك تأثيرا ونتمنى أن لا يكون بنسبة كبيرة".
هبوط الفائدة
من جانبه، رأى نائب رئيس اتحاد شركات الاستثمار فيصل صرخوه أن "تأثير الرسوم الجمركية كان سلبيا، وأخر تداعياته مسألة هبوط الفائدة بشكل عام، وهناك عدم وضوح في الرؤية للتأثيرات، سواء كان في أوروبا أو في شرق آسيا، لكن التأثيرات كانت سلبية وفي النهاية ستخرج الاقتصادات من هذا، وما يحدث يمكن أن نسميه عنق الزجاجة لفترة تتأقلم فيها الاقتصادات ومازلنا لم نرى بعد كل التداعيات ونتمنى أن نرى تطورا للأفضل".
وعبر عن اعتقاده بأننا لازلنا في مرحلة مبكرة لأخذ أي إجراءات حمائية، موضحاً أن الاقتصاد الكويتي مبني على أسس معينة وهذه الأسس لم تشهد تغييرا جذريا، فالقطاع النفطي أساسي بالبلد وهناك تطور وجهود لتوسيع القاعدة الاستثمارية بالبلاد، مضيفاً "لا أعتقد أن هذه المخاطر واضحة في هذه الفترة".
التضخم والأسواق
في سياق متصل، اعتبرت الأمين العام لاتحاد شركات الاستثمار فدوى درويش أنه في الوقت الحالي لا يمكن أن نلاحظ التأثير على المدى المنظور ولكن طبيعي اذا كانت هناك رسوم ستفرض سيكون هناك تأثير على التضخم وعلى سوق الأسعار وسوق التنقلات.
ورغم أن الكثير من المتحدثين رأوا أنه من السابق لأوانه الحديث عن تأثيرات للحرب الجمركية حول العالم إلا أنه يظل على المختصين في هذا الشأن متابعة التطورات عن كثب لإيجاد الحلول واتخاذ الاجراءات الحمائية المناسبة اذا لزم الأمر فالدول ومن بينها الكويت بإمكانها على الدوام التأقلم مع أي تحديات مستقبلية تفرضها هذه الرسوم، وذلك من خلال ايجاد بدائل تجارية وتعزيز الانتاج المحلي والدخول في مفاوضات ديبلوماسية لإدارة العلاقات التجارية مع الدول عموماً.