الكويتي… مسافرٌ بالفطرة، ومستكشفٌ بلا حدود !
منذ أن كانت الكويت ميناءً صغيرًا يطل على الخليج، والكويتي يحمل في روحه شغف الترحال، وفضول الاكتشاف.
لم يكن النفط هو ما فتح للكويتيين أبواب العالم، بل كانت عزيمتهم، وسفنهم الشراعية تنطلق من سواحلنا إلى الهند والسِند، وزنجبار وشرق أفريقيا، في رحلات محفوفة بالتحديات لكنها كانت تغذي فيهم روح المغامرة والاعتماد على الذات.
اليوم، وبعد أن أصبحت الكويت دولة ذات دخل مرتفع، ووفرة مالية، ورفاهية معيشية، لا يزال حب السفر مغروسًا في وجدان الكويتي.
فالكويتي لا يسافر فقط في الصيف، بل في كل المواسم والمناسبات. يسافر من أجل الترفيه، أو التعلم، أو العلاج، أو حتى التجارة.
وبينما تقف مطارات العالم في مواسم معينة على أقدامها لاستقبال المصطافين، تجد الكويتي حاضرًا دائمًا، يتنقل بين العواصم، ويجوب المدن، حاملاً معه هويته الثقافية، وفخره بوطنه، وأحلامه الكبيرة.
ليس في حب الكويتي للسفر شيء من الترف غير المسؤول، بل هو انعكاس لثقافة متجذرة، وثقة بالنفس، وحرص على التواصل مع العالم، واكتساب الجديد، سواء في المعرفة أو التجربة أو الفرص.
السفر عند الكويتي ليس مجرد عطلة، بل هو نمط حياة، وسلوك اجتماعي يعبر عن طموح يتجاوز الحدود.
وقد لا نبالغ إذا قلنا إن الكويتي اليوم بات من أكثر شعوب العالم سفرًا، ليس فقط من حيث الأرقام، بل من حيث نوعية الرحلات، وتنوع الوجهات، وعمق الاهتمامات. فمنهم من يهتم بالسياحة البيئية، وآخرون يلاحقون المعارض الفنية والثقافية، وهناك من يختار التجارب الجديدة، من مغامرات الجبال إلى الاستشفاء الطبيعي.
في زمن العولمة، يصبح السفر أداة لفهم الآخر، ونافذة للتطور الذاتي والمجتمعي.
والكويت، من خلال أبنائها المسافرين، ترسم لنفسها صورة حضارية، ومكانة عالمية، تدعمها أخلاق الكويتي، ووعيه، وقدرته على التأقلم أينما كان.
هكذا هو الكويتي… مسافر بالفطرة، ومستكشف بلا حدود.
دمتم بود …