إطلاق مبادرات مشتركة في الاستثمار بالبنية التحتية الذكية ودعم الابتكار
ألقى صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد، كلمة في القمة الخليجية - الأمريكية في العاصمة الرياض فيما يلي نصها:
يطيب لنا بداية أن نعرب عن بالغ سعادتنا لعقد القمة الخليجية - الأمريكية وأن أتوجه إلى أخي العزيز خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود بالشكر والتقدير على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة مقدرين لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الترتيبات المتميزة لعقد هذه القمة وتقديرنا موصول لقادة دول المجلس على دعمهم الكبير للجهود التي تبذلها دولة الكويت خلال فترة رئاستها الحالية لمجلس التعاون لدول الخليج العربية ولجهودهم المباركة المبذولة لتعزيز وحدة الصف الخليجي وتطوير علاقاتنا الاستراتيجية مع الولايات المتحدة الأمريكية.
وأتوجه بالشكر لفخامة رئيس الولايات المتحدة الأمريكية الصديقة لحرصه المتجدد واهتمامه بلقاء قادة دول مجلس التعاون لترسيخ أواصر التعاون في إطار من الشراكة المتبادلة والرؤية المشتركة لمستقبل يعمه السلام والاستقرار والتنمية فعلى مدى العقود الماضية عززت العلاقة بين مجلس التعاون لدول الخليج العربية والولايات المتحدة الأمريكية مكانتها كشراكة استراتيجية متينة تخطت الأبعاد الأمنية لتشمل التعاون في عدة مجالات مستذكرين بالتقدير موقف الولايات المتحدة التاريخي بقيادة تحالف تحرير دولة الكويت من العدوان العراقي الغاشم عام 1990 وهو موقف يبقى حياً في وجدان الشعب الكويتي وشعوب دول الخليج العربية.
ونحن ننظر إلى الاقتصاد كركيزة مركزية في شراكتنا فإننا نتطلع إلى إطلاق مبادرات مشتركة في الاستثمار في البنية التحتية الذكية ودعم الابتكار وريادة الأعمال وتعزيز التجارة الحرة العادلة وتحفيز المشاريع الصغيرة والمتوسطة ونثني على التعاون بين الولايات المتحدة الأمريكية ودول مجلس التعاون لاسيما دولة الكويت في مجال الاستثمار متطلعين إلى زيادة حجم الاستثمارات معها باعتبارها حليفاً استراتيجياً.
إن اجتماعنا اليوم ينعقد في ظل ظروف دولية دقيقة تشهد تصاعداً في الأزمات والنزاعات وتحديات غير تقليدية تتجاوز حدود الدول وقد جسدت دول مجلس التعاون وحدة مواقفها في دعم أمن المنطقة واستقرارها.
ولطالما تجسدت لحمة دول المجلس من خلال مواقفها الصلبة الثابتة في دعم أمن واستقرار المنطقة والعالم عبر إرساء قواعد الحوار والارتقاء بمجالات التعاون ومن خلال المواقف الصارمة لدول المجلس في رفض كل ما من شأنه زعزعة أمنها واستقرارها ونمائها والمس بسيادة دولها على كافة أراضيها وجزرها ومناطقها البحرية وثرواتها.
ومن هذا المنطلق تؤكد دولة الكويت على الالتزام بالعمل في إطار مجلس التعاون لدول الخليج العربية نحو كل ما من شأنه تحقيق الأهداف المشتركة لدول المجلس والولايات المتحدة الأمريكية الصديقة من خلال تفاهمات تهدف إلى تحقيق آمال وتطلعات شعوبنا كافة.
وعلى المستوى الإنساني والتنموي نؤكد التزامنا الراسخ بتعزيز العمل الإغاثي والإنساني في مناطق النزاع والكوارث وندعو إلى تنسيق المساعدات الإنمائية الخليجية - الأمريكية بما يضمن الاستجابة الفعالة والمستدامة لاحتياجات المجتمعات المنكوبة.
كما نقترح العمل على تأسيس منتدى خليجي - أمريكي للحوار الثقافي والتعليمي بهدف دعم برامج التبادل العلمي والبحث المشترك وتمكين الشباب وتعزيز قيم التسامح والانفتاح والتفاهم الحضاري.
وفي إطار التحديات الإقليمية نؤكد على ما يلي:
أولاً: تطلعنا إلى أن تجسد قمتنا هذه مدخلاً لمعالجة هموم المنطقة ومشاكلها ويأتي في مقدمتها مسيرة السلام المعطلة في الشرق الأوسط التي يستوجب معها ضرورة التوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية وبما يضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
ثانياً: تعزيز جهود المجتمع الدولي لضمان أمن واستقرار سوريا وصون سيادتها ووحدة أراضيها وإنهاء معاناة شعبها ووقف التدخلات الخارجية في شؤونها معربين عن تقديرنا لإعلان فخامة الرئيس دونالد ترامب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية رفع العقوبات عن سوريا.
وفي هذا الصدد نجدد ترحيبنا بالجهود الدبلوماسية التي قامت بها سلطنة عمان الشقيقة وأسفرت عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين الولايات المتحدة الأمريكية والسلطة غير الشرعية في الجمهورية اليمنية متمنين أن تسهم هذه الخطوة في ضمان حرية الملاحة وانسيابية حركة الشحن التجاري الدولي ونقدر جهود الولايات المتحدة الأمريكية في حل النزاعات الدولية وإيقاف إطلاق النار بين الهند وباكستان والعمل على إيجاد حل لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية.
إن دول مجلس التعاون تؤمن بأن استقرار المنطقة مسؤولية مشتركة وأن الشراكة مع الولايات المتحدة تمثل ركيزة في هذا المسار ونتطلع إلى أن تكون قمتنا اليوم خطوة متقدمة نحو بناء نظام إقليمي أكثر استقراراً وتوازناً وتكاملاً يستند إلى القانون الدولي والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.
وختاماً
نجدد شكرنا وتقديرنا للمملكة العربية السعودية الشقيقة على كرم الضيافة ولفخامة الرئيس دونالد ترامب على مشاركته البناءة متمنين لمداولات قمتنا هذه النجاح والتوفيق ولشراكتنا الخليجية - الأمريكية دوام القوة والاستدامة.
تحالفات استراتيجية وتوسع رقمي
الإمارات والولايات المتحدة.. صفقات بقيمة 200 مليار واستثمارات بـ 1.4 تريليون دولار
أنهى الرئيس الأميركي جولته الخليجية بزيارة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث تم الاتفاق هناك على صفقات بقيمة 200 مليار دولار، بالإضافة إلى تسريع تنفيذ إعلانات إماراتية سابقة باستثمار 1.4 تريليون دولار في الولايات المتحدة على مدار 10 سنوات.
وبموجب الاتفاقيات التي وقعها "ترمب" في دولة الإمارات العربية المتحدة، ستطلب شركة "الاتحاد للطيران" 28 طائرة طراز "بوينغ 787" و"بونيغ 777X" بمحركات من "جنرال إلكتريك"، بقيمة 14.5 مليار دولار، فيما ستستثمر "شركة الإمارات العالمية للألمنيوم" 4 مليارات دولار في أوكلاهوما لإنشاء أحد أول مصانع صهر الألمنيوم الجديدة في أميركا منذ 45 عاماً، ما يساهم في مضاعفة القدرة الإنتاجية الحالية للولايات المتحدة.
وفي مجال الطاقة، ستتعاون "إكسون موبيل" و"أوكسيدنتال بتروليوم" و"إي أو جي ريسورسز" مع شركة "أدنوك" في مشاريع موسعة للنفط والغاز بقيمة 60 مليار دولار.
كما شملت الاتفاقات شراكة بين "آر تي إكس" (RTX) وشركة "الإمارات العالمية للألمنيوم" لتطوير مشروع الغاليوم للمعادن الحرجة.
مراكز البيانات والذكاء الاصطناعي
في الوقت نفسه، ستطلق "أمازون ويب سيرفيسز" و"إيه آند" (e&) ومجلس الأمن السيبراني الإماراتي، منصة سحابة وطنية تُسهم بـ181 مليار دولار في الاقتصاد الرقمي الإماراتي بحلول 2033. كما ستتعاون "هولتيك إنترناشونال" و"القابضة" لبناء مفاعلات نووية صغيرة" "SMR-300" في ميشيغان، بقيمة 10 مليارات دولار قابلة للتوسع إلى 30 ملياراً في مراحل لاحقة.
كما ستتعاون شركة "كوالكوم" مع "مكتب أبوظبي للاستثمار" و"إيه آند" (e&)، لإنشاء مركز هندسي عالمي جديد في أبوظبي يركز على الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات وإنترنت الأشياء.
كما تم التوقيع على اتفاقية للذكاء الاصطناعي، والتي ستقوم الإمارات بموجبها ببناء وتمويل مراكز بيانات في أميركا تضاهي تلك الموجودة في الإمارات، إلى جانب تعزيز التوافق مع الأنظمة الأمنية الأميركية، بما يضمن منع تحويل التكنولوجيا الأميركية إلى أطراف ثالثة.
من جهتها، قالت وزارة التجارة الأميركية إن البلدين كشفا عن مجمع الذكاء الاصطناعي الإماراتي الأميركي في أبوظبي بقدرة خمسة غيغاواط.
سيضم المجمع الجديد للذكاء الاصطناعي، وهو الأكبر خارج الولايات المتحدة وفق الوزارة، "شركات أميركية عملاقة قادرة على الاستفادة من قدرات الحوسبة لخدمة دول الجنوب العالمي".
في المحصلة، تُظهر الزيارة والاتفاقات كيف باتت دول الخليج لاعباً محورياً في المشهد الاقتصادي الأميركي وخصوصاً في قطاع التكنولوجيا، في ظل تنافس عالمي على الاستثمار في الذكاء الاصطناعي والطاقة والبنية التحتية.
طموح لا ينطفئ.. الإمارات وأميركا ترسمان خريطة الطاقة النظيفة
وعكست الشراكة الاستراتيجية الإماراتية الأميركية في مجال الطاقة المتجددة رؤية البلدين الصديقين نحو بناء مستقبل مستدام من خلال تعزيز الاستثمارات المشتركة في حلول وتقنيات الطاقة النظيفة، بما يسهم في دعم الاقتصادات الناشئة عبر نقل التكنولوجيا وتوفير التمويل لمشاريع الطاقة المتجددة في البلدين وحول العالم.
وتفتح الاستثمارات الإماراتية الأميركية الضخمة في قطاع الطاقة المتجددة والنظيفة آفاقاً جديدة وواعدة للتنمية الاقتصادية المستدامة على مستوى العالم من خلال نشر حلول الطاقة المتقدمة، ما يعكس التزام البلدين في مجال تعزيز أمن الطاقة العالمي، بحسب تقرير منشور على وكالة أنباء الإمارات الرسمية.
وفي نوفمبر عام 2022 وقعت دولة الإمارات والولايات المتحدة الأميركية شراكة استراتيجية لاستثمار 100 مليار دولار في تنفيذ مشروعات للطاقة النظيفة تبلغ طاقتها الإنتاجية 100 غيغاواط في كل من دولة الإمارات والولايات المتحدة وأنحاء العالم بحلول عام 2035، وذلك بهدف تعزيز أمن الطاقة ونشر تطبيقات التكنولوجيا النظيفة ودعم العمل المناخي.
وفي يناير عام 2023 أعلنت كل من الإمارات والولايات المتحدة عن تخصيص 20 مليار دولار لتطوير مشاريع طاقة نظيفة بقدرة 15 جيجاواط في الولايات المتحدة قبل عام 2035 وذلك بقيادة شركة "مصدر" ومجموعة من المستثمرين الأميركيين من القطاع الخاص.
كما أعلنت شركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك"عن استثمار في مشروع الهيدروجين الأزرق التابع لشركة "إكسون موبيل" في ولاية تكساس حيث استحوذت على حصة 35 بالمئة في المشروع الذي يهدف إلى إنتاج 900 ألف طن سنوياً من الهيدروجين منخفض الكربون.
ووقّعت دائرة الطاقة في أبوظبي، في إطار تعزيز الابتكار في مجال الطاقة النظيفة، مذكرات تفاهم مع جامعة أريزون ووكالة الطاقة المتجددة الأمريكية"؛ لتطوير سياسات وتقنيات انتقال الطاقة النظيفة بما في ذلك استكشاف استخدام الطاقة الشمسية في الفضاء وتطوير تقنيات جديدة لتسريع العمل المناخي.
وتشكل الولايات المتحدة سوقاً رئيسيةً لشركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر" حيث تستهدف الشركة رفع القدرة الإنتاجية الإجمالية لمحفظة مشاريعها هناك إلى 25 جيجاواط خلال عشرة أعوام.
وتضم محفظة "مصدر" في الولايات المتحدة مشاريع لطاقة الرياح، والطاقة الشمسية، ونظم بطاريات تخزين الطاقة في ولايات كاليفورنيا، وتكساس، ونيويورك، ونيو مكسيكو؛ إذ تلتزم الشركة بشكل راسخ بالاستثمار ودعم إحداث نقلة نوعية في نظم الطاقة الأميركية.
ترامب يبرم اتفاقاً تاريخياً مع قطر بقيمة 1.2 تريليون دولار
أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أبرم اتفاقيات اقتصادية ضخمة مع قطر بقيمة لا تقل عن 1.2 تريليون دولار، من بينها صفقات تجارية تتجاوز 243.5 مليار دولار تشمل بيع طائرات بوينغ ومحركات GE Aerospace لشركة الخطوط الجوية القطرية في صفقة وصفت بأنها "تاريخية".
وجاء في البيان أن "الصفقات التي تم الإعلان عنها اليوم ستحفز الابتكار والازدهار لأجيال قادمة، وتعزز من مكانة التصنيع الأميركي والريادة التكنولوجية، وتمهد الطريق لعصر ذهبي جديد للاقتصاد الأميركي".
أبرز الصفقات التي أُبرمت، وفقاً للبيت الأبيض:
صفقة بوينغ – GE Aerospace: طلبية من الخطوط الجوية القطرية تصل إلى 210 طائرات أميركية من طراز بوينغ 787 دريملاينر و777X، بقيمة 96 مليار دولار، وهي الأكبر في تاريخ الشركة. ستوفر الصفقة أكثر من مليون فرصة عمل أميركية خلال مراحل التصنيع والتسليم.
شركة ماكديرموت: تنفذ 7 مشاريع للطاقة مع قطر للطاقة بقيمة 8.5 مليار دولار، مما يدعم آلاف الوظائف في قطاع الطاقة الأميركي.
شركة بارسونز: فازت بـ30 مشروعاً في قطر تصل قيمتها إلى 97 مليار دولار، تعزز الابتكار الهندسي وتوفر آلاف الوظائف في الولايات المتحدة.
شركة Quantinuum: أبرمت اتفاقية مشروع مشترك مع شركة "الربان كابيتال" القطرية لاستثمار مليار دولار في تكنولوجيا الكم المتقدمة وتطوير الكوادر الأميركية في هذا المجال الحيوي.
تعزيز الشراكة الدفاعية:
أشار البيان إلى أن الاتفاقيات تشمل أيضاً استثمارات قطرية كبيرة في القطاع الدفاعي الأميركي منها:
شركة رايثيون: صفقة بقيمة مليار دولار لتزويد قطر بمنظومات دفاعية مضادة للطائرات المسيرة، مما يجعلها أول دولة أجنبية تحصل على نظام FS-LIDS الأميركي.
شركة جنرال أتوميكس: اتفاق بقيمة تقارب ملياري دولار لتزويد القوات القطرية بطائرات MQ-9B بدون طيار، مما يعزز القدرات الدفاعية المشتركة.
وتم توقيع "بيان نوايا" لتعزيز الشراكة الأمنية، يشمل استثمارات محتملة بقيمة 38 مليار دولار في قاعدة العديد الجوية والدفاع الجوي والأمن البحري.
تميم يهدى ترامب قلم مونت بلاك..
وبعيداً عن السياسة والاقتصاد، أهدى تميم بن حمد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قلماً فاخراً يحمل توقيع العلامة التجارية الألمانية العريقة مونت بلانك، المشهورة عالمياً بإنتاجها أدوات الكتابة الفاخرة.
ينتمي القلم إلى سلسلة “Meisterstück” الشهيرة، والتي تعتبر من أبرز إبداعات مونت بلانك وأشهرها على الإطلاق، حيث تتميز هذه الأقلام بمزيج فريد من التصميم الكلاسيكي الأنيق وجودة الخامات الرفيعة، ما يجعلها محط أنظار محبي الفخامة والرقي. وتتراوح أسعار أقلام “Meisterstück” ما بين 470 دولاراً للنماذج القياسية، وقد تتخطى حاجز الألف دولار للطرازات الخاصة أو المحدودة الإنتاج.
ولعل أكثر أقلام مونت بلانك شيوعاً بين مقتني الفخامة هو طراز “149”، الذي تتباين أسعاره اعتماداً على المواصفات، على سبيل المثال، يُقدر ثمن النسخة المطلية بالذهب بحوالي 975 يورو، أي ما يعادل نحو 1,050 دولار تقريباً، بينما يصل سعر الإصدار المغطى بالبلاتين إلى نحو 995 يورو، أي حوالي 1,070 دولار.
حصاد جولة ترامب في دول الخليج
4 تريليونات دولار في 4 أيام
توجه الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى عدة دول خليجية في زيارة حملت أبعاداً سياسية واقتصادية مهمة لكافة الأطراف.
ترمب لم يسافر وحيداً، بل رافقه وفد ضخم من رجال الأعمال وعمالقة الاقتصاد في وول ستريت، وهو ما يُفسر حجم الصفقات والاتفاقات بين الولايات المتحدة من جهة، وكلّ من السعودية وقطر والإمارات من جهة أخرى.
عندما كشف ترامب عن خططه بشأن هذه الجولة في مارس الماضى، قال إنه أعطى أولوية لزيارة الخليج بهدف إتمام صفقات تجارية مع دوله الثرية، وذكر أن اختياره جاء بعد وعود بصفقات بـ"مئات المليارات من الدولارات" ستستفيد منها الشركات الأمريكية؛ خاصة فى ظل التحديات التي يواجهها الاقتصاد الأمريكي، ففى ضوء "الحرب التجارية" التي يشنها ترامب على الصين ودول أخرى، يحتاج إلى إظهار أن "الصفقات تتدفق على الولايات المتحدة"، كي تكون دليلاً على نجاح سياساته.
وبالفعل، أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أن جولته الخليجية قد تحصد صفقات تصل قيمتها إلى أربعة تريليونات دولار.
وقال خلال اجتماع مع رجال أعمال في الدوحة: "هذه جولة قياسية. لم يسبق أن جمعت جولة ما بين 3,5 و4 تريليونات دولار خلال هذه الأيام الأربعة أو الخمسة فقط"، بحسب وكالة "فرانس برس".
الأمير محمد بن سلمان وترامب يوقّعان وثيقة الشراكة الاقتصادية الاستراتيجية
في أولى محطاته الخليجية، وصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى العاصمة السعودية (الرياض)، حيث حل ضيفاً على صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي في قصر اليمامة بالرياض، حيث جرت مراسم الاستقبال الرسمية لتعقبها جلسة مباحثات رسمية بين وفدي البلدين.
ودخل ترامب القصر الملكي في سيارة رئاسية سوداء يرافقها فرسان يحملون أعلام البلدين على الخيول. وأطلقت 21 طلقة مدفعية ترحيباً بالرئيس الأميركي الذي صاحبت مقاتلات اف-15 سعودية طائرته الرئاسية «اير فورس وان» قبيل هبوطها صباح الثلاثاء الماضي.
وخلال الزيارة وقّع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان والرئيس الأميركي وثيقة الشراكة الاقتصادية الاستراتيجية، كما شهدا توقيع عدد من الاتفاقيات بين البلدين، فضلاً عن توقيع عدد من مذكرات التفاهم في التعدين والموارد المعدنية، وأخرى بمجال الفضاء.
وكان الأمير محمد بن سلمان في استقبال ترامب على مدرج مطار الملك خالد الدولي في الرياض.
بالتزامن مع زيارة ترامب
انعقاد أعمال منتدى الاستثمار السعودي - الأميركي في الرياض
شهدت العاصمة السعودية (الرياض) الثلاثاء الماضي أعمال منتدى الاستثمار السعودي ـ الأميركي بحضور كبار المسؤولين التنفيذيين وممثلي الشركات والمؤسسات الاستثمارية من السعودية والولايات المتحدة، وذلك تزامناً مع الزيارة التاريخية للرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى المملكة.
وأكد وزير الاستثمار السعودي خالد الفالح خلال الكلمة الافتتاحية للمنتدى أن هذا التعاون بين المملكة والولايات المتحدة والممتد لأكثر من 90 عاماً يجسد «شراكة تقوم على الاحترام المتبادل وتحقيق المصالح والمنافع المشتركة لاقتصادي البلدين.
وأشاد الفالح بمستوى الوفد الاستثماري الأميركي والسعودي المشارك في أعمال المنتدى والذي يعكس حرص البلدين على تعزيز علاقاتهما الاقتصادية.
واستعرض التقرير السنوي لـ«رؤية المملكة 2030» عن عام 2024، موضحاً أن الرؤية وبرامجها «قطعت أشواطاً متقدمة» في تحقيق مستهدفاتها من خلال تنويع واستدامة موارد الاقتصاد الوطني وفتح مجالات جديدة للاستثمار في قطاعات واعدة تشمل الطاقة التقليدية والمتجددة والتقنيات المتقدمة والذكاء الاصطناعي والسياحة والصحة والتقنيات الحيوية والخدمات اللوجستية وسلاسل الإمداد وغيرها.
وقال إن التحولات الاقتصادية والتقنية المتسارعة التي يشهدها العالم تسهم في رسم ملامح جديدة للاقتصاد الدولي وتفتح آفاقاً رحبة لتوسيع وتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين المملكة والولايات المتحدة.
وشدد على أهمية بناء شراكات مستدامة تقوم على مكامن القوة التي يتمتع بها اقتصادا البلدين لاسيما الشركات السعودية والأميركية.
وأكد أن فرص الأعمال في المملكة تضاعفت في السنوات الأخيرة نتيجة لـ«رؤية المملكة 2030» التي أسهمت في خلق بيئة استثمارية جاذبة تحقق عوائد مجزية للمستثمرين.
وأشار الفالح إلى العلاقات بين البلدين التي تعد «من أبرز العلاقات الجيوسياسية في العالم» لما لها من دور محوري في دعم السلام والازدهار العالميين.
ولي العهد السعودي والرئيس الأميركي وقعا اتفاقية "شراكة اقتصادية استراتيجية"
واشنطن والرياض توقعان «أكبر صفقة مبيعات دفاعية في التاريخ» بقيمة 142 مليار دولار
وصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى السعودية في زيارة إلى المنطقة وصفها بالتاريخية في أول جولة خارجية له منذ انتخابه، فيما تحمل الجولة دلالات سياسية، واقتصادية واسعة، بالنظر إلى توقيتها في خضم تحديات إقليمية متسارعة، بجانب مكانة الرياض كشريك استراتيجي لواشنطن في ملفات الأمن والطاقة ومكافحة الإرهاب.
وزار عدد من الرؤساء الأميركيين السعودية على مدار العقود الماضية، في محطات تاريخية تعكس قوة العلاقة الاستراتيجية بين البلدين، بجانب دور السعودية الفاعل في تحقيق الأمن والاستقرار، إذ بدأت الزيارات عام 1974 بزيارة الرئيس ريتشارد نيكسون، فيما توالت زيارات عدد من الرؤساء السابقين مثل جيمي كارتر، وجورج بوش الأب والابن كذلك، وبيل كلينتون، وصولاً إلى باراك أوباما وجو بايدن، وفي خطوة تؤكد استمرار هذه الشراكة، يعود الرئيس الأميركي دونالد ترمب للسعودية بعد 8 سنوات من زيارته الأولى.
إلى ذلك، قالت الخارجية الأميركية إن زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى السعودية لن تغفل دور الرياض في إطار استضافة المفاوضات المتعلقة بالحرب في أوكرانيا ودورها في تهدئة التوترات في السودان واليمن، وفي الوقت ذاته كشف المتحدث الإقليمي باسم الخارجية الأميركية سامويل ويربيرغ، أن بلاده تثمن مبادرات السعودية في مجال دعم الحلول السياسية للنزاعات وجهودها المستمرة في تأمين أسواق الطاقة العالمية، والمساهمة في استقرار المنطقة عبر أدوات دبلوماسية، إقليمية، وعالمية.
أكبر صفقة دفاعية:
ووقّعت الولايات المتحدة والسعودية صفقة أسلحة ضخمة وصفها البيت الأبيض بأنها «الأكبر في التاريخ»، وذلك ضمن سلسلة اتفاقيات وقّعها الرئيس الأميركي دونالد ترامب وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في الرياض.
وقال البيت الأبيض في بيان «وقّعت الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية أكبر صفقة مبيعات دفاعية في التاريخ، بقيمة تقارب 142 مليار دولار، لتزويد المملكة بمعدات قتالية متطورة».
في السياق، قال مصدران مطلعان لـ«رويترز» إن الولايات المتحدة والسعودية ناقشتا احتمال شراء الرياض طائرات «F35» التي تنتجها شركة لوكهيد مارتن، في إشارة إلى الطائرة المقاتلة التي تحدثت تقارير عن اهتمام المملكة بها منذ سنوات.
وأفادت «رويترز» نقلاً عن البيت الأبيض بأن «السعودية ستستثمر 600 مليار دولار في أميركا».
إلى ذلك، أعلن البيت الأبيض أن شركة سعودية ستستثمر 20 مليار دولار في مواقع مرتبطة بالذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة.
وذكر البيت الأبيض في بيان، بالتزامن مع زيارة الرئيس دونالد ترامب الرسمية إلى الرياض، أن شركة داتا فولت السعودية «تمضي قدماً في خططها لاستثمار 20 مليار دولار في مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية للطاقة في الولايات المتحدة».
ويأتي ذلك غداة إعلان الرياض إطلاق شركة جديدة للذكاء الاصطناعي تحت اسم «هيوماين»، تأمل أنّ تؤدي دوراً محورياً في هذا المجال. وفقاً لوكالة الأنباء الفرنسية.
قائمة بأبرز الصفقات التي وقعتها دول الخليج مع الولايات المتحدة الامريكية مؤخراً
فيما يلي لمحة عامة عن الصفقات والإعلانات الرئيسية التي تمت على هامش زيارة ترامب للخليج انطلاقاً من السعودية:
أكبر صفقة أسلحة في التاريخ
وقّعت الولايات المتحدة والسعودية صفقة أسلحة ضخمة وصفها البيت الأبيض بأنها "الأكبر في التاريخ"، ضمن سلسلة اتفاقيات، وقّعها الرئيس دونالد ترامب وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في الرياض. وتبلغ قيمة هذه الصفقة الدفاعية نحو 142 مليار دولار وتشمل تزويد أكثر من 12 شركة عسكرية أمريكية السعودية بأحدث الأسلحة.
استثمارات ضخمة في الذكاء الاصطناعي
* أعلنت شركة أمازون ويب سيرفيسز وشركة هيوماين السعودية الناشئة في مجال الذكاء الإصطناعي عن خطط لاستثمار أكثر من خمسة مليارات دولار في شراكة استراتيجية لبناء "منطقة للذكاء الاصطناعي" في المملكة.
* أعلنت شركة الرقائق الأمريكية (إيه.إم.دي) وشركة هيوماين عن خطط لبناء بنية تحتية للذكاء الاصطناعي ستشهد استثمارهما ما يصل إلى 10 مليارات دولار لنشر 500 ميغاوات من قدرات الحوسبة في مجال الذكاء الاصطناعي على مدار السنوات الخمس المقبلة.
* تعتزم شركة (داتاڤولت) السعودية استثمار 20 مليار دولار في البنية التحتية للطاقة ومراكز بيانات الذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة.
* تلتزم شركات غوغل وداتاڤولت وأوراكل وسيلز فورس وإيه.إم.دي وأوبر باستثمار 80 مليار دولار في التقنيات في كلا البلدين.
البنية التحتية والطاقة
* تقوم شركات استشارات البناء هيل إنترناشونال وجاكوبس وبارسونز وإيكوم ببناء مشاريع رئيسية في مجال البنية التحتية مثل مطار الملك سلمان الدولي ومتنزه الملك سلمان وذا فولت ومدينة القدية وغيرها بإجمالي صادرات خدمات أمريكية تبلغ ملياري دولار.
* تشمل الصادرات الرئيسية الإضافية توربينات الغاز وحلول الطاقة من شركة جي.إي فيرنوفا بقيمة إجمالية تبلغ 14.2 مليار دولار وطائرات الركاب بوينغ 737-8 لشركة أفي.ليس بقيمة إجمالية تبلغ 4.8 مليار دولار.
* قال الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو السعودية إن الشركة ستوقع مذكرات تفاهم مع شركتين أمريكيتين هما نيكست ديكيد المنتجة للغاز الطبيعي المسال وسيمبرا للمرافق.
* ستستثمر شركة الرعاية الصحية شامخ فور سوليوشنز مبلغ 5.8 مليار دولار في مشاريع منها مصنع في ميشيغان لإطلاق منشأة سوائل وريدية عالية السعة.
الذكاء الاصطناعي
وأعلنت مجموعة من شركات التكنولوجيا الأميركية عن صفقات في الشرق الأوسط، في الوقت الذي أعلن فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن التزامات بقيمة 600 مليار دولار من المملكة العربية السعودية لشركات الذكاء الاصطناعي الأميركية خلال جولة في دول الخليج.
ويرصد تقرير لصحيفة "الغارديان" البريطانية مجموعة من أبرز تلك الصفقات، على النحو التالي:
- من بين أكبر الصفقات، كانت مجموعةٌ وقّعتها شركة إنفيديا، ستبيع بموجبها مئات الآلاف من رقائق الذكاء الاصطناعي في المملكة العربية السعودية، حيث ستُخصّص الدفعة الأولى، وعددها 18 ألف من أحدث الرقائق "بلاكويل"، لشركة هيومن ، وهي شركة ناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي مملوكة لصندوق الثروة السيادي السعودي، وفقًا لرويترز.
- ستتدفق الصفقات في كلا الاتجاهين.. وأعلن البيت الأبيض أن شركة داتا فولت السعودية ستستثمر 20 مليار دولار في مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية للطاقة في الولايات المتحدة.
- كما ستستثمر شركات ألفابت وأوراكل وسيلزفورس وأدفانسد مايكرو ديفايسز وأوبر، 80 مليار دولار في التقنيات التحويلية في كلا البلدين، وفقًا للبيت الأبيض، على الرغم من عدم توفر مزيد من التفاصيل.
ويشير التقرير إلى سعي المملكة العربية السعودية، إلى تقليل اعتماد اقتصادها على عائدات النفط، وإلى ترسيخ مكانتها كمركز رائد للذكاء الاصطناعي خارج الولايات المتحدة، لافتاً إلى إعلان الرياض عن إطلاق شركة Humain، التي ستُطوّر وتُدير تقنيات الذكاء الاصطناعي في المملكة