بين النمو المتسارع والقيود الحكومية
شهدت دولة الكويت في السنوات الأخيرة، تطوراً ملحوظاً في البنية التحتية الرقمية والتحول نحو الاقتصاد القائم على التكنولوجيا والخدمات الذكية، ما ساهم في بروز قطاع توصيل الطلبات كأحد أكثر القطاعات نشاطاً ونمواً في البلاد.
ولم يعد التوصيل مجرد خدمة تكميلية بل تحول إلى ركيزة حيوية في الاقتصاد الكويتي الحديث، ترتبط مباشرة بمفاصل الحياة اليومية للمواطنين والمقيمين، وتخدم قطاعات واسعة تشمل الأغذية، والصحة، والملابس، والإلكترونيات، والخدمات اللوجستية العامة.
وبالفعل تحول قطاع توصيل الطلبات في الكويت، خلال السنوات الأخيرة، من خدمة مساندة إلى عمود رئيسي في اقتصاد التجزئة، والمشروعات الصغيرة، والمطاعم، وذلك ضمن منظومة متكاملة تحرّك عشرات الآلاف من الوظائف، وتدر الملايين من الدنانير يوميًا.
وقد أسهمت عدة عوامل محلية في تسريع نمو هذا القطاع، من بينها ارتفاع معدلات استخدام الإنترنت والهواتف الذكية، وتغير أنماط الاستهلاك، وتنامي ثقافة الشراء عبر التطبيقات، بالإضافة إلى التوجه الحكومي نحو دعم الاقتصاد الرقمي وتنويع مصادر الدخل. كما أن التحديات التي فرضتها جائحة كورونا شكّلت نقطة تحول محورية، حيث برز قطاع التوصيل كـ”خط دفاع” حيوي ساهم في ضمان استمرارية الحياة الاقتصادية والاجتماعية خلال فترات الإغلاق والقيود الصحية.
وفقًا لبيانات حديثة، هناك 53 شركة توصيل بريدية تمتلك مواقع إلكترونية، بالإضافة إلى 21 شركة بلا موقع – ما يعني الإجمالي حوالي 74 شركة بريدية/خدمات توصيل في الكويت .
يتخصص قطاع توصيل البقالة وحده بـ 76 خدمة نشطة حتى يناير 2025، أي زيادة بنسبة 4 % مقارنة بـ2023، وغالبها خدمات فردية محلية .
أبرز اللاعبين في السوق
- Talabat:تأسست في الكويت عام 2004، وتعد الرائدة في توصيل الطعام والبقالة ضمن الكويت وخارجها، وتضم أكثر من 16,000 موظف في المنطقة.
- . Delivero: دخلت السوق الكويتية منذ 2018، وتعمل في عدة دول بينها الكويت ، وهي معروفة بخدمات توصيل الطعام وكذا تجهيز المطابخ المظلمة (dark kitchens)..
- أي كاري: منصّة لوجستيّة رائدة تعتمد على التّكنولوجيا، وتستخدم وحدات الذّكاء الاصطناعيّ والتّعلّم الآليّ، لتبسيط سلسلة التّوصيل بين المستخدمين الأفراد أو التّجاريّين وشركات النّقل، ما يتيح الحصول على تجربة توصيل استثنائيّة من البداية إلى النّهاية.
- . Shipa Deliveryأطلقتها “Agility” عام 2016 وتوسعت للكويت في 2019 ، وتخدم البقالة، الإلكترونيات، الدواء، وتملك مركز تنفيذ في الكويت منذ 2021.
- Aramex: شركة لوجستيات دولية قوية، تعمل في الكويت عبر “Shop & Ship” وخدمات التوصيل العادية .
- . DHL وTNT: شركتان دوليتان تقدّمان خدمات البريد السريع والتخليص الجمركي عبر مكاتبها المنتشرة في الكويت .
- شركات لوجستية/بريدية محلية، من ضمنها SMSA Express، Gulf Agency Company، Daily Express، وغيرها المدرجة ضمن أكبر 6 شركات بريدية من حيث الإيرادات وفق Dun & Bradstreet .
- عدد إضافي من شركات التوصيل المحلية (مثل Safinah Delivery، Al‑Qawafil، Karma، Bolt وغيرها) مسجلة بإيرادات متوسطة .
- خدمات توصيل محلية مثل Fox Delivery: تُركّز على التوصيل الفوري عبر WhatsApp وتُبرز كخيار شخصي ومرن جدًا .
- خدمات مثل TONS, InstaSalla, Circle, PantryBee, وMaachla، تقدّم حلول توصيل بقالة متخصصة في مناطق محددة (هللي، السالمية، المباركية…) .
دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة
فعلى صعيد الاقتصاد الكويتي، ساهم قطاع التوصيل بشكل مباشر في دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة، بل أنه أصبح عنصراً أساسياً في نجاح رواد الأعمال الكويتيين، حيث وفّر لهم وسيلة مرنة للوصول إلى العملاء دون الحاجة إلى استثمارات ضخمة في المواقع والمخازن. وقد ساهمت شركات التوصيل في تمكين آلاف المشاريع المحلية من التوسع والنمو.
بالإضافة إلى ذلك، ساهم هذا القطاع في خلق فرص عمل جديدة، كما عمل على تنويع مصادر الدخل، حيث وفر قطاع التوصيل فرص عمل مباشرة وغير مباشرة لآلاف الشباب الكويتي والمقيم، سواء من خلال الوظائف التشغيلية أو عبر العمل الجزئي كمندوب توصيل، كما أصبح مصدراً إضافياً للدخل لكثير من الأسر.
تعزيز كفاءة السوق المحلي
ولم تكن تلك هي الإيجابيات الوحيدة التي أضافها هذا القطاع إلى السوق الكويتي، حيث عزز التوصيل السريع والدقيق للمنتجات المختلفة من كفاءة سلاسل التوريد في السوق الكويتي، كما وقلل من الاعتماد على التخزين المفرط، مما خفض التكاليف ورفع من رضا المستهلك.
جذب الاستثمارات وتطوير المنظومة التكنولوجية
بالإضافة إلى ذلك كله، شهدت الكويت دخول عدد من الشركات الإقليمية والعالمية العاملة في التوصيل والتجارة الإلكترونية، مما ساهم في زيادة التنافسية ورفع مستوى جودة الخدمة. كما حفّز ذلك على الاستثمار في أنظمة الذكاء الاصطناعي، والتتبع اللحظي، وتحليلات البيانات.
التمكين اللوجستي وخطة التنمية
وسواء شئنا أم أبينا، فإنه يمكن القول أن قطاع التوصيل جاء ليتكامل مع رؤية الكويت الجديدة (كويت جديدة 2035)، لا سيما في محور الاقتصاد المستدام والبنية التحتية الذكية، حيث يُتوقع أن يساهم بشكل متزايد في تطوير الخدمات اللوجستية وربط مختلف قطاعات الدولة بالتحول الرقمي.
التحديات المستقبلية
وعلى الرغم من النمو السريع لهذا القطاع، إلا أنه ما زال يواجه تحديات تتعلق بالتنظيم، وضمان حقوق العاملين، وتحقيق الاستدامة البيئية، خاصة مع ازدياد حركة التوصيل وازدحام الطرق والانبعاثات، غير أن هذه التحديات قد فتحت في الوقت ذاته الباب أمام الابتكار، سواء في استخدام المركبات الكهربائية، أو إدخال حلول “التوصيل الأخضر”، أو تعزيز البنية التحتية الذكية في المدن.
في المجمل، فإن قطاع توصيل الطلبات في الكويت لم يعد مجرد خدمة استهلاكية، بل هو اليوم أحد المحركات الرئيسية للاقتصاد المحلي، وشريك حيوي في التنمية الاجتماعية والتكنولوجية، ومع استمرار التوسع في التجارة الإلكترونية ودعم الدولة للتحول الرقمي، سيبقى هذا القطاع من أكثر المساحات الواعدة في السوق الكويتي خلال السنوات القادمة.
أعداد السيارات والسياكل
وفي تصريح سابق لرئيس الاتحاد الكويتي لشركات توصيل الطلبات إبراهيم التويجري، قال أن عدد السيارات والدراجات النارية «السياكل» العائدة لجميع شركات التوصيل في الكويت تزيد عن 12 ألف مركبة، وأن معظم الشركات العاملة في هذا المجال قامت برفع أسعارها بنسبة 20% خلال الفترة الماضية لارتفاع التكاليف التشغيلية، وأهمها الرواتب ومتطلبات وزارات الصحة والداخلية وكذلك البلدية.
وأشار إلى أن خدمات شركات التوصيل لا تقتصر على المطاعم، بل تشمل كذلك «أونلاين ماركت» وأسواق الورود والأقمشة، والحلويات والعطور والتطبيقات التي تبيع منتجاتها عبر الإنترنت.
وفي حين أثنى التويجري على جهود «الداخلية» في ضبط سوق التوصيل وفقاً للاشتراطات الأخيرة التي فرضتها بما يصب في مصلحة المواطن وشركات التوصيل في آن واحد، بيّن أن بعض شركات التوصيل لا تزال تشغّل لديها عمّالاً إقامتهم وفق المادة 20، إلى جانب توظيف عمّال وفق المادة 18 تحت مسميات مختلفة لا تمت للتوصيل بصلة لكنهم يشغلونهم في التوصيل.
جدير بالذكر أن وزارة الداخلية قامت في شهر يناير 2023 بتطبيق الاشتراطات الجديدة لشركات التوصيل، حيث بدأت الإدارة العامة للمرور في وزارة الداخلية تسجيل المخالفات بحق عدم الملتزمين بعد انتهاء المهلة المحددة للقرار، وذلك تطبيقاً لاشتراطات معينة من بينها أن تكون إقامة عامل التوصيل على الشركة نفسها لتفادي الإجراءات القانونية، فضلاً عن الالتزام بالزي الموحد مع ارتداء الخوذة، ووضع ملصق الشركة على المركبات المستخدمة.
كما حظر القرار ممارسة النشاط لحاملي الإقامة مادة 20، على أن يتم تطبيق الإجراءات القانونية بحق المخالفين للشروط، والتي قد تصل إلى الإبعاد عن البلاد، لاسيما الذين لا يحملون إقامة الشركة أو حملة مادة 20 (عمالة منزلية)، اضافة الى منع الكفالات عن أصحاب العمل التابعين لهم، وإغلاق ملفات الشركات، في حين تصل العقوبات الأخرى بشأن الاشتراطات إلى سحب التراخيص حال عدم الالتزام وتكرار المخالفات.
قرار ضروري
وأيد التويجري تطبيق القرار كخطوة ضرورية لدعم تنظيم سوق توصيل الطلبات، مبيناً ان الاتحاد يدعم خطوات تنظيم سوق توصيل الطلبات والعمالة فيه، مبيناً أن التركيز على مكافحة العمالة المنزلية في هذا القطاع خطوة مهمة، لاسيما ان جميعهم لا تنطبق عليهم اشتراطات عمالة التوصيل، مثل توافر كرت الصحة أو السلامة والنظافة للمركبات المخصصة لنقل المواد، لاسيما الغذائية منها.
عقوبات عدم التزام الاشتراطات
- إبعاد العمالة المخالفة فورياً
- إغلاق ملفات الشركات المسجل عليها العامل المخالف
- منع الكفالات عن أصحاب العمل
- سحب التراخيص من الشركات عند تكرار المخالفة
أبرز الاشتراطات
- إقامة عامل التوصيل على الشركة نفسها
- الالتزام بالزي الموحد مع ارتداء الخوذة
- وضع ملصق الشركة على المركبات المستخدمة
عملاق التوصيل الصيني «كيتا» يستعد لإطلاق عملياته بالكويت
يبدو أن المنافسة في سوق توصيل الطلبات في الكويت قد أصبحت على أشدها، خاصة بعد الإعلان مؤخراً عن استعدادات تجريها شركة ميتوان الصينية المتخصصة في توصيل الطعام عن البدء في تجهيز البنية التشغيلية لبدء عملياتها في الكويت عبر تطبيقها الشهير «كيتا».
ووفقاً لمصادر مطلعة، فقد اتمت الشركة بالفعل باختيار مقر لها في أحد أهم الابراج التجارية في قلب العاصمة التجارية بالكويت، كما وبدأت محادثاتها مع سلاسل المطاعم الكبرى في البلاد، وشارفت على الانتهاء من عمليات التوظيف استعدادا لتدشين عملياتها التشغيلية في البلاد خلال النصف الثاني من العام الحالي أو بداية 2026 بأقصى تقدير.
منصة كيتا Keeta، هي ذراع التوصيل التابعة لشركة Meituan الصينية، وهي شركة عملاقة في مجال توصيل الطعام، كانت قد أطلقت عملياتها التشغيلية في السعودية العام الماضي وضخت استثمارات تجاوزت المليار ريال، كما تمكنت من الاستحواذ على حصة وازنة في السوق السعودي خلال فترة قصيرة، فهل سيشكل دخولها الى الكويت مصدر قلق للشركات العاملة في مجال توصيل طلبات الطعام بالبلاد أم انها ستخلق حافزاً إضافيا للمنافسة يصب بنهاية المطاف لمصلحة المستهلكين والمطاعم؟
المنافسة تشتد
على ذات صلة، أكدت مصادر مطلعة أن الشركة الصينية قد تشكل طرفاً منافساً في السوق الكويتي، وذلك بالاعتماد على ما تمتلكه من تكنولوجيا متقدمة جداً، تمكنها من تحليل بيانات السوق ورغبات المستهلكين بطرق مبتكرة. وبحسب المصادر، يبلغ عدد الطلبات التي تنفذها شركات التوصيل في الكويت يومياً من 500 إلى 600 ألف طلب تقريباً، والرقم مرشح للنمو سنوياً، مما يشير إلى أن خدمات التوصيل باتت محوراً أساسياً في الحياة اليومية للمستهلكين.
وبينما يرى كثيرون ان السوق الكويتي مشبع بالفعل بمنصات التوصيل مما يجعله مختلفًا جوهريًا عن بقية أسواق دول الخليج التي لا تزال تحتفظ بديناميكيات تنافسية مختلفة، فان دخول شركات أجنبية ضخمة لا سيما الصينية إلى قطاع التوصيل في الكويت يثير تساؤلات حول التأثير المحتمل على الشركات المحلية القائمة فضلا عن قطاع المطاعم.
وتعتمد «كيتا» بشكل كبير على استراتيجيات التسعير التنافسية والعروض الترويجية طويلة الأمد لجذب المستخدمين، ما قد يؤدي الى ان يعتاد العملاء على الأسعار المخفضة ويقلل من استعدادهم للدفع بالأسعار الطبيعية لاحقاً، كما تقدم كيتا حوافز عالية لجذب السائقين إلى منصتها.
استحواذ محتمل
وأفادت المصادر بأن الشركة الصينية قد تلجأ للاستحواذ على شركة توصيل طلبات أو خدمات لوجستية محلية للعمل في الكويت، مشيرة الى انه بإمكان المستثمر الاجنبي استخراج ترخيص تجاري من دون اللجوء إلى هيئة تشجيع الاستثمار المباشر، شريطة أن تكون نسبة ملكيته في الشركة لا تتجاوز 49 في المئة، وإذا ما رغب في امتلاك نسبة أكبر تصل إلى 100 في المئة، فعليه التقدم للعمل تحت مظلة الهيئة.
وبيّنت أن أنشطة توصيل الطلبات والخدمات اللوجستية متاحة للمستثمرين الأجانب الراغبين في العمل، وفق القانون 116 لسنة 2013، شريطة الحصول على موافقات الجهات المعنية، مثل وزارة الداخلية، والتجارة، والجهات المرتبطة بالنشاط، بما فيها الادراة العامة للطيران المدني، اذا ما رغبت الشركة في توصيل طلبات المستهلكين عبر الطائرات بدون طيار (الدرونز).
التوصيل عبر الطائرات
شركة ميتوان، التي تبلغ قيمتها السوقية الحالية حوالي 140 مليار دولار، تأسست في عام 2010 في جمهورية الصين، وتعمل على تطوير تقنيات، مثل الطائرات بدون طيار، والمركبات الذاتية القيادة، للمساعدة في تسريع عمليات التسليم. وحصلت «كيتا درون»، التابعة لشركة Meituan الصينية للتكنولوجيا وخدمات البيع بالتجزئة نهاية العام الماضي على أول ترخيص تجاري في دولة الإمارات لخدمات التوصيل عبر الطائرات بدون طيار (الدرونز) خارج نطاق الرؤية البصرية.
قصة نجاح كويتية
"طلبات" من شركة كويتية ناشئة إلى شركة عالمية ناجحة
من فكرة بسيطة إلى واقع ملموس.. تأسست شركة “طلبات” (Talabat) على يد خالد العتيبي، وهو رائد أعمال كويتي شاب، لاحظ وجود فجوة كبيرة في خدمة توصيل الطعام في السوق المحلي، إذ لم تكن المطاعم تملك نظاماً إلكترونياً موحداً للطلبات، حيث جاءت فكرة طلبات كحل رقمي لتسهيل عمليات الطلب من المطاعم عبر الإنترنت.
في البداية، كانت الخدمة مقتصرة على بعض المطاعم المحلية، وكانت تعتمد على موقع إلكتروني بسيط، لكن الفكرة كانت مبتكرة وجديدة على السوق.
وما بين عامي 2008 و2010، بدأت “طلبات” في التوسع داخل الكويت ومن ثم إلى دول الخليج العربي، مثل السعودية، الإمارات، البحرين، قطر، وعُمان، وقد لعب هذا التوسع الإقليمي دوراً مهماً في تعزيز اسم العلامة التجارية ورفع قيمتها السوقية، خاصة أن دول الخليج كانت تشهد نمواً سريعاً في استخدام الإنترنت والهواتف الذكية.
الاستثمار والتطور التقني
بحلول عام 2012، كانت "طلبات" قد أصبحت منصة معروفة في الشرق الأوسط، وجذبت انتباه المستثمرين، كما بدأت بتحديث بنيتها التحتية الرقمية وتحسين واجهة المستخدم، وطورت تطبيقاً للهواتف الذكية.
الاستحواذ والتحول إلى العالمية
في 2016، استحوذت Delivery Hero – وهي إحدى أكبر شركات توصيل الطعام في العالم ومقرها ألمانيا – على “طلبات” مقابل 170 مليون دولار تقريباً، لتصبح جزءاً من شبكة ضخمة من تطبيقات التوصيل حول العالم.
هذا الاستحواذ منح "طلبات" القدرة على الوصول إلى تقنيات عالمية متطورة، كما ساعدها في الحصول على تمويل ضخم، واكتساب خبرات تشغيلية واسعة، كما ساعدها ذلك أيضاً على توسيع شبكتها بشكل أكثر كفاءة، وأتاح لها دخول أسواق جديدة.
العصر الذهبي: التحول إلى منصة شاملة
خلال فترة جائحة كورونا (2020-2021)، ارتفع الطلب على خدمات توصيل الطعام بشكل غير مسبوق، واغتنمت "طلبات" الفرصة لتوسيع خدماتها لتشمل خدمات توصيل البقالة (Talabat Mart)، وخدمات التوصيل السريع، بالإضافة إلى التوسع في مجالات أخرى جديدة من بينها التعاون مع الصيدليات والمتاجر، حتى أصبحت تغطي أكثر من 9 دول في المنطقة، وتخدم ملايين المستخدمين شهرياً، وتضم آلاف المطاعم والمتاجر.
الابتكار والمستقبل
في السنوات الأخيرة، بدأت "طلبات" بالتركيز على تقنيات الذكاء الاصطناعي، والروبوتات، والتوصيل عبر الدرونز، بالإضافة إلى تطبيق حلول الاستدامة وتقليل الانبعاثات، كما شاركت في إكسبو دبي 2020 عبر أول مطعم آلي من نوعه، في خطوة تعكس طموحاتها في مجال التكنولوجيا.
ما الذي جعل “طلبات” قصة نجاح مميزة؟
لم يكن نجاح "طلبات " محض صدفة، ذلك أنها نجاحها جاء نتيجة تخطيطها الذكي الذي مكنها من تحديد فجوة في السوق واستغلالها بذكاء، كما وأنها قد عملت وفق خطة مدروسة نحو النمو والتوسع من السوق المحلي إلى الإقليمي ثم العالمي، كما ونجحت في جذب الاستثمارات والتحالفات الكبرى.
ولعل من أهم أسباب نجاح "طلبات" هو قدرتها السريعة على التكيّف السريع مع المتغيرات التقنية والظروف الطارئة مثل "جائحة فيروس كورونا" مع التركيز على تحسين تجربة المستخدم وتوسيع الخدمات.
103 آلاف مطعم وشركة.. و10.2 ملايين عميل نشط ضمن المنصتين
قطاع التوصيل يحقق نمواً استثنائياً.. 7.1 مليارات دولار قيمة الطلبات على أكبر منصتين بالمنطقة في 9 أشهر
كشفت إحصائية حديثة نشرت في صحيفة «الأنباء» ان قطاع توصيل الطلبات في منطقة الخليج وبعض الدول العربية يشهد زخما كبيرا، وذلك بعد وصول القيمة الإجمالية للطلبات عبر أكبر منصتين للتوصيل إلى مستوى 7.1 مليارات دولار خلال الأشهر الـ 9 الأولى من 2024، وذلك بنمو كبير تراوح بين 21.3% و25.8% للمنصتين.
وأظهرت الإحصائية أن المنصتين تعملان في 11 دولة خليجية وعربية في 180 مدينة لتخدم بذلك 10.2 ملايين عميل نشط في تلك البلدان، ويبلغ عدد السائقين عبر المنصتين نحو 179 ألف سائق ما بين دراجة نارية وسيارة.
وأوضحت ان التطبيقين الأشهر والأكثر انتشارا لتوصيل الطعام في المنطقة قد حققا أرباحا إجمالية وصلت إلى 760 مليون دولار خلال أشهر الـ 9 الأولى من 2024 وبنسبة ارتفاع بلغ متوسطها 32% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، مشيرة إلى أن المنصتين حققتا أرباحا صافية بلغت 304 ملايين دولار خلال الفترة نفسها من العام الحالي، وذلك بعد أن وصلت الأرباح قبل استقطاع الفائدة والضرائب إلى 401 مليون دولار، كما أن إجمالي الإيرادات بلغ 2.56 مليار دولار للشركتين خلال الأشهر الـ 9 الأولى أيضا.
كما بلغ إجمالي عدد المطاعم والشركات العاملة ضمن المنصتين 103 آلاف شركة معظمها من المطاعم.
ويعتبر قطاع توصيل الطلبات من القطاعات المهمة في الاقتصاد وذلك خلال توفير فرص عمل مباشرة وغير مباشرة، مثل توظيف السائقين، دعم المطاعم الصغيرة، وتحفيز الاقتصاد الرقمي، ويشكل القطاع محركا للنمو الاقتصادي في الدول العربية والخليجية، مع التركيز على تطوير التجارة الإلكترونية والاقتصاد القائم على التكنولوجيا.
ويقدم القطاع حلولا عملية للأفراد، سواء في المدن الكبرى ذات الكثافة السكانية العالية أو المناطق الريفية، حيث يوفر الوقت والجهد من خلال توصيل الطلبات مباشرة إلى المستهلك، ويشجع قطاع التوصيل على تطوير تقنيات جديدة مثل تطبيقات الهاتف المحمول، أنظمة تحديد المواقع، ووسائل الدفع الرقمية، مما يرفع من مستوى الابتكار في المنطقة. وتظهر تلك البيانات أن قطاع توصيل الطلبات يشهد معدلات نمو مرتفعة، كما تشير الإحصائيات إلى زيادة مطردة في عدد المستخدمين النشطين والسائقين، وهذا النمو يعكس تحولا كبيرا في نمط الاستهلاك وتفضيل الخدمات الرقمية، فضلا عن توسع نشاط المنصات ليشمل عددا كبيرا من الدول والمدن، مما يعزز انتشار خدمات التوصيل حتى في المناطق النائية.
ولم يقتصر القطاع على توصيل الطعام فقط، بل تطور ليشمل توصيل البقالة، الأدوية، والمنتجات الاستهلاكية الأخرى، مما يلبي احتياجات متنوعة للمستهلكين.
بمتوسط يبلغ 2.5 دينار لـ «الأوردر» الواحد
10 آلاف طلب توصيل لمنتجات منزلية وصغيرة ومتوسطة... يومياً
10 آلاف طلب يومي هو متوسط عدد الطلبات التقديرية للمشروعات المنزلية الصغيرة والمتوسطة، وذلك بحسب أرقام صادرة عن لجنة أًصحاب شركات التوصيل التي تم نشرها مؤخراً.
وبين تقرير اللجنة التي تضم 650 شركة توصيل طلبات محلية من أصل 1902 عاملة في قطاع التوصيل، أن الخدمات التي يطلبها أصحاب المشروعات المنزلية تسهم في إنعاش قطاع توصيل الطلبات، حيث تبدأ قيمة توصيل الطلب الواحد من دينار واحد، لتصل إلى نحو 5 دنانير، فيما يبلغ متوسط العملية الواحدة دينارين ونصف الدينار، ما يجعل متوسط قيمة إيرادات توصيل هذه النوعية من الطلبات 25 ألف دينار يومياً و3 ملايين سنوياً.
وتعتمد المشروعات المنزلية والصغيرة والمتوسطة في الكويت في توزيع منتجاتها بشكل عام على المطاعم والمأكولات الخفيفة والكافيهات والحلويات والمواد الاستهلاكية.
وحول مساهمة شركات التوصيل في إنجاح المشروعات الصغيرة والمتوسطة، قال رئيس لجنة أصحاب شركات التوصيل عبدالعزيز عبداللطيف بندر، إن «السوق متعطش ومفتوح، ونحن نقوم بدور تنظيمي من خلال ربط الشركات مع المنصات وتنظيم العمل لتحقيق المصلحة الاقتصادية والمالية للجميع ودعم تحقيق النجاحات للمشروعات الصغيرة والمتوسطة والمنزلية»، مضيفاً أن المشروعات الصغيرة والمتوسطة والمنزلية تعتمد بشكل أساسي على خدمات التوصيل.
وأضاف أن غالبية المشروعات الضخمة والعملاقة بدأت من مشروع صغير أو منزلي، مثل «أمازون» و"أبل"، مؤكداً أن البيئة المحلية يمكن أن تتحول لتكون منافسة عالمياً، لكن ذلك يجب أن يتم تحت مظلة قانونية مع الاعتماد على خطط تسويقية ناجحة، وأخرى تشجع على البيع وضمان حقوق المستهلك وارضائه.
بدوره، قال المدير التنفيذي الشريك المؤسس لشركة رايدرز لتوصيل الطلبات فهد الطريجي، إن نجاح خدمات التوصيل لأصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة، مرتبط بالجودة والتكلفة المميزة المقدمة لهم، حتى بات الأمر الآن يتعلق بالخدمات التي تقدمها الشركات المحلية.
وذكر الطريجي أنه جرى الاعتماد على الذكاء الاصطناعي لتقليل التدخل البشري، ولتوفير تكاليف التشغيل مقابل تخفيض قيمة الطلب بالنسبة لمستخدم الخدمة من أصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة والأسر المنتجة، الأمر الذي خفض قيمة الخدمة المقدمة لهذه الفئات بنحو 30 في المئة لـ«الأوردرات» القريبة، و75 في المئة للمسافات البعيدة وشجعهم على الدخول وطلب التعاون مع المنصات والشركات المتاحة محلياً.
وأشار إلى أنه حسب الدراسات الأولية لتوفير منصة توصيل خاصة لأصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة بأسعار وتكاليف منخفضة، حيث تجاوز المستخدمون للخدمات المتاحة من أصحاب المشروعات والمستهلكين عشرات الآلاف، متوقعاً اتساع الخدمات مع دخول الطلب من قبل المستهلكين على الشراء للتوصيل.
وكشف أن هناك تعاوناً مع الجهات الحكومية سيعلن قريباً لدعم المبادرين، ستستفيد منه شرائح عدة، لافتاً إلى أن زمن الصعوبات التي تواجه الشباب الكويتي انتهى، في ظل التعاون الحكومي وتلبية المتطلبات الخاصة بهم، مبيناً أن صوت الشباب بات مسموعاً والأبواب مفتوحه لهم.
البداية كانت من "نابولي" في إيطاليا عام 1889
الدليڤري.. قطاع استثماري واعد
- 123 مليار دولار سنوياً قيمة السوق العالمية لتطبيقات توصيل الطلبات
- 7 مليار دولار حجم السوق المتوقع في هذا القطاع بحلول 2027
في مدينة نابولي الإيطالية وتحديدًا عام 1889م، قام الشيف الإيطالي “رافيال اسوزيتو”، بتوصيل أول بيتزا من مطعمه إلى قصر الملك أمبرتو وزوجته الملكة مارجريتا، والتي عشقت هذا النوع من البيتزا، حتى عرُفت هذه النوعية باسمها “بيتزا مارجريتا”، فيما راجت الفكرة عام 1950م في أمريكا، مع انتشار محلات الوجبات السريعة، أما أول طلب عبر الإنترنت، فجاء خلال التسعينيات، عندما أعلنت “بيتزا هت” عن منتجها “بيتزا نت”، عبر موقعها الإلكتروني، ومن ثم انتشرت عمليات إطلاق تطبيقات التوصيل الذكي.
وقد نما قطاع توصيل الطلبات، بشكلٍ ملفت خلال السنوات القليلة الماضية، وتحديدًا منذ الطفرات غير المسبوقة، الناتجة عن ثورة الاتصالات، وكذلك منذ جائحة كورونا، التي دفعت نحو حدوث نقلة هائلة في مجال التطبيقات الإلكترونية والشمول المالي والتسوق عن بعد، وتشير التقديرات، إلى أن قيمة السوق العالمية لتطبيقات توصيل الطلبات تبلغ 123 مليار دولار سنويًا.
قفزة كبيرة في نمو السوق
بعد وقوع جائحة كورونا في العام 2019، شهدت الأسواق العالمية قفزة كبيرة على صعيد سوق توصيل الطلبات عبر الإنترنت، إذ بلغت عائدات سوق توصيل المواد الغذائية والبقالة العالمي عام 2020 حوالي 25 مليار دولار، وتتوقع شركة “أوشن إكس” المتخصصة في الاستشارات وأبحاث السوق، أن يستمر نمو السوق العالمي في هذا القطاع في جميع أنحاء العالم، بقيمة تتراوح بين 15 و23 مليار دولار سنويًا، ليبلغ حجم السوق 223.7 مليارًا بحلول عام 2027م وحوالي 365 مليار دولار عام 2030م.
المنطقة الخليجية والعربية
وتشير التقارير إلى أن قطاع توصيل الطلبات في منطقة الخليج وفي المنطقة العربية بشكلٍ عام، يشهد زخمًا كبيرًا، إذ وصلت القيمة الإجمالية للطلبات عبر أكبر منصتين للتوصيل في المنطقة إلى 7.1 مليارات دولار حتى شهر سبتمبر من العام الماضي، وذلك بمعدلات نمو تتراوح بين %21.3 و%25.8 للمنصتين.
ووصلت الأرباح للمنصتين أو التطبيقين، اللذان يستخدمهما 10.2 ملايين عميل في 11 دولة خليجية وعربية معًا إلى 760 مليون دولار أرباحًا إجمالية وأرباحًا صافية بلغت 304 ملايين دولار، فيما بلغ إجمالي الإيرادات حوالي 2.56 مليار دولار.
السوق السعودي
وتستحوذ المملكة العربية السعودية على 4.7 مليون دولار من سوق توصيل الطلبات، وذلك من خلال أكثر من 40 تطبيقًا لتوصيل الطلبات، وعبر أكثر من 80 شركة توصيل، حيث سجلت طلبات التوصيل عام 2023 مبلغاً بنحو 225 مليون طلب، إذ تنقسم تطبيقات توصيل الطعام إلى نوعين، وهما التوصيل من المطعم إلى المستهلك، والثاني التوصيل من المنصة أو التطبيق إلى المستهلك.
ووفقًا لإحصاءات هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات بالمملكة، فإن إجمالي قيمة طلبات التوصيل عبر التطبيقات منذ جائحة كورونا، وحتى يوليو 2020م فقط تخطت حاجز الـ 2 مليار ريال، وبلغ إجمالي الطلبات 26 مليون طلب بزيادة %250، وأدت الجائحة إلى تراجع أداء سوق خدمات الطعام من جهة، وفي المقابل كان لها أثر إيجابي على سوق توصيل الطعام عبر الإنترنت، واستحوذت منطقة الرياض على %46 من إجمالي طلبات التوصيل، تلتها منطقة مكة المكرمة بنسبة %26، ثم المنطقة الشرقية بحوالي %13 من الطلبات.
وفيما يتعلق بسوق توصيل الطعام تحديدًا، فإن التوقعات تشير إلى أن إيراداته بالمملكة ستصل إلى 9 مليار ريال، فيما سيبلغ عدد مستخدمي تطبيقات توصيل الطعام خلال عام 2026م حوالي 10.9 مليون مستخدم؛ وإذا كان “سوق توصيل الطعام من المطعم إلى العميل” على مستوى العالم يستحوذ على %36، وسوق توصيل الطعام من خلال التطبيقات يستحوذ على %64، فإن الوضع مختلف في المملكة، إذ أن سوق توصيل الطعام من المطاعم يستحوذ على النسبة الأكبر بنحو %77 مقابل %23 لسوق توصيل الطعام من خلال التطبيقات، وهو ما يعنى أن هناك فرصة كبيرة لنمو هذا السوق بالمملكة، وينطبق ذلك على أغلب دول الخليج، التي يتشابه هيكل السوق فيها مع هيكل السوق بالمملكة.
اقتصاد يزداد أهمية
أصبح قطاع توصيل الطلبات من المجالات والقطاعات الهامة في الاقتصاد، إذ أدى ازدهار هذا القطاع إلى العديد من الآثار والانعكاسات الإيجابية على الاقتصاد والتنمية، وعلى رأسها تطوير التجارة الإلكترونية وتحفيز الابتكار والاقتصاد الرقمي، وهو ما جعل القطاع محركًا رئيسيًا للنمو الاقتصادي في العديد من الدول، وغني عن القول، إن قطاع التوصيل قد أحدث تغييرًا ملحوظًا في الاقتصاد الوطني، بعد أن ساهم في دعم الكثير من الشركات الصغيرة والمتوسطة، وعلى رأسها المطاعم الصغيرة، وتوفير الكثير من المتطلبات اللوجستية لها.
وعلى الرغم من الآثار الإيجابية لقطاع توصيل الطلبات، سواء على الاقتصاد بشكل عام، أو على المستهلك بشكلٍ خاص، إلا أن هناك أيضًا تأثيرات قد تكون سلبية، ومخاوف مشروعة، إزاء وسائل وطرق توصيل الطلبات، فإلى جانب التأثيرات على الاستدامة والبيئة، فإن هناك مشكلة أخرى، تتعلق بالازدحام المروري، نتيجة ارتفاع عدد المركبات المستخدمة في عمليات التوصيل، كذلك، تبرز مشكلة عدم كفاءة وتدريب سائقي التوصيل، والتهور الكبير لدى بعضهم في القيادة والسرعة الكبيرة، من أجل توصيل أكبر عدد من الطلبات، وهو ما يؤدي إلى الحوادث المرورية.
وهناك أيضًا آثار تتعلق بالنواحي الاجتماعية والثقافية، فمع أن الاعتماد على شركات وتطبيقات التوصيل السريع يُعد أحد مظاهر الحياة المعاصرة، بما تتميز به من ثورة تكنولوجية هائلة، ونقلات ضخمة في مجال الاتصالات والمعلومات، إلا أن ذلك أدى أيضًا إلى زيادة العزلة وقلة التواصل البشري.
وينبغي علينا أن ندرك أنه من الطبيعي مع النمو الكبير في قطاع توصيل الطلبات وتضخم الأنشطة المرتبطة به وزيادة اعتماد المستهلكين عليه أن تظهر بعض السلبيات، التي تؤرق المجتمع، والتي تفرض علينا ضرورة دراسة السلبيات ومواجهتها، بدلاً من مهاجمة القطاع بأكمله.
وبشكلٍ عام، فإن التكاليف التشغيلية تعد واحدة من أهم التحديات، التي تواجه توصيل الطلبات، الأمر الذي يتطلب استخدام وسائل نقل تتلافي عيوب الدراجات النارية وتكاليف السيارات التقليدية، ومن بين هذه الوسائل المقترحة استخدام السيارات الكهربائية والاعتماد على تقنيات التنقل الحديث، خاصةً أن الإستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية، تدعم استخدام مثل هذه الوسائل باعتبارها حلول نقل صديقة للبيئة وتحقق الاستدامة البيئية.
الشركات العشر الأكبر عالمياً في مجال توصيل الطعام
يستعرض هذا التقرير أكبر 10 شركات توصيل أغذية في العالم، والتي حققت أداء فائقا في السوق، وقد صنفت هذه الشركات بناء على إيراداتها، وفقا لتقريرها المالي السنوي، وبيانات مجلة «فوربس».
ميتوان وايماي
تعد الشركة الصينية «ميتوان وايماي» أكبر شركة توصيل أغذية في العالم من حيث الإيرادات، إذ حققت إيرادات بلغت 13.73 مليار دولار في 2020، وتعمل هذه الشركة التي تأسست في بكين عام 2010 في 2800 مدينة في الصين، ويمكن للمستخدمين طلب الطعام والأدوية والفواكه وغير ذلك من سلع يومية من خلال هذا التطبيق.
أمازون فوود
من المعروف أن شركة «أمازون» الأميركية تقدم خدمات توصيل البقالة حتى باب المنزل، إلا أنها دخلت سوق توصيل الطعام في الهند، من خلال استثمار مبلغ يتجاوز 6.5 مليارات دولار، لتنافس بذلك شركات كبرى مثل «زوماتو»، وبدأت الشركة في تقديم عمولة أقل من «زوماتو» على المطاعم المحلية في الهند.
ومن المتوقع أن تصل إيرادات التطبيق إلى 8.6 مليارات دولار بنهاية 2025.
جرابهاب
تعد شركة «جرابهاب» واحدة من أكبر شركات توصيل الطعام الأميركية، حيث إن لديها شراكة مع 300 ألف مطعم، كما أن لديها 22 مليون عميل نشط ، وتقدم خدماتها لـ 4 آلاف مدينة في الولايات المتحدة الأميركية، وسجلت إيرادات هذه الشركة التي تأسست في 2004 1.3 مليار دولار بنهاية 2020.
دليفري هيرو
هو تطبيق أوروبي لتوصيل الطعام تأسس في برلين، وهو متاح في 40 دولة، و300 مدينة في أوروبا، ويقدم التطبيق خيارات متنوعة من الأطعمة، بما في ذلك الأطعمة العضوية والنباتية والمأكولات الآسيوية، وقد زادت إيرادات التطبيق على أساس سنوي في الربع الثالث في 2020 بنسبة 99%، لتصل إلى 776 مليون يورو، وبلغ إجمالي إيراداته بنهاية 2020 نحو 1.37 مليار دولار.
أوبر إيتس
بدأت شركة «أوبر» في تجريب خدمتها «أوبر إيتس» لتوصيل الطعام في 2014، وكان التطبيق متاحا على نطاق صغير في سانتا مونيكا، وبدأت الشركة تتيحه على نطاق أوسع تدريجيا حتى أصبح متاحا بعد عام في نيويورك وشيكاغو، كما وصل إلى برشلونة.
بعدما حققت خدمة «أوبر إيتس» نجاحا، أصبح لديها تطبيق خاص بها منفصل عن تطبيق «أوبر»، وتتاح خدمات تطبيق «أوبر إيتس» في ألف مدينة، كما لديه شراكة مع 500 ألف مطعم، وأعلنت شركة «أوبر» عن استحواذها على الشركة المنافسة لها «Postmates» مقابل 2.7 مليار دولار، ما أدى إلى زيادة حصتها في السوق لتصل إلى 30%.
جاست إيت تيك أواي
تأسست شركة «جاست إيت» لتوصيل الطعام في الأساس في الدنمارك عام 2001، لكنها اندمجت في 2019 مع شركة «تيك أواي»، وأصبح اسمها الجديد «جاست إيت تيك أواي»، وقد أعلنت الشركة الجديدة عن خطتها لشراء تطبيق «جرابهاب» مقابل 7.3 مليارات دولار لدخول سوق الولايات المتحدة الأميركية.
دور داش
تعد الشركة الأميركية «دور داش» التي تأسست عام 2013 واحدة من الشركات الرائدة في مجال توصيل الطعام، إذ إن لديها 20 مليون مستخدم نشط، كما أن لديها شراكة مع 340 ألف مطعم، وتتيح خدماتها داخل 4 آلاف مدينة في الولايات المتحدة الأميركية، وبلغ إجمالي إيراداتها أكثر من مليار دولار.
ديليفرو
تعد شركة «ديليفرو» واحدة من أهم الشركات الناشئة في المملكة المتحدة، وقد تم إطلاق تطبيق توصيل الطعام «ديليفرو» في عام 2013، بمجموعة متنوعة من خيارات الطعام، ويعتبر هذا التطبيق من أسرع تطبيقات توصيل الطعام نموا في أوروبا، ويعمل في فرنسا وإسبانيا والمملكة المتحدة، وقد بلغت إيرادات الشركة 635 مليون دولار.
زوماتو ميديا
أطلق تطبيق «زوماتو» في دلهي منذ 12 عاما، وأصبح يستخدم الآن في 24 دولة في العالم، وقد اعتمد التطبيق منذ البداية على الرقمنة، حيث جمع القائمون عليه قوائم الطعام من المطاعم المحلية، ومسحوها ضوئيا، ثم قاموا بتحميلها على الإنترنت.
وتقدم هذه الشركة الهندية خدماتها في 500 مدينة في العالم، ويتعامل معها أكثر من 200 ألف بائع، وقد شهدت الشركة زيادة في حجم الطلبات على تطبيقها إلى أكثر من 200 مليون طلب في العام.
جلوفو
هو تطبيق متخصص في توصيل الطعام والبقالة والمنتجات الصيدلانية، والذي أطلقته شركة «جلوفو» الناشئة في مدينة برشلونة الإسبانية عام 2014، وحقق «جلوفو» انتشارا كبيرا خلال أعوام قليلة، وقد بلغ إجمالي إيرادات الشركة 555 مليون دولار.
خرجت الشركة مؤخرا من أسواق بورتوريكو وأوروغواي ومصر وتركيا، للتركيز على تنمية أسواقها الراسخة في أميركا الجنوبية وجنوب غرب وشرق أوروبا وأفريقيا، وتخطط «جلوفو» لفتح أسواق مماثلة في 2021.