رؤية حكيمة لمستقبل الكويت
مع اقتراب عيد الفطر المبارك، نتوجه بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، وسمو ولي عهده الأمين الشيخ صباح الخالد الجابر الصباح، وأصحاب المعالي الوزراء، وأبناء الشعب الكويتي الكريم، والأمتين العربية والإسلامية، سائلين الله أن يعيده علينا وعليكم بالخير واليمن والبركات، وأن يتقبل الطاعات ويرفع الدرجات. بمناسبة شهر رمضان المبارك، قام سمو الأمير بزيارات كريمة إلى العديد من المؤسسات الحكومية والعسكرية ومؤسسات المجتمع المدني، حيث التقى بأبنائه من منتسبي هذه الجهات، ووجّّه لهم كلمات حملت معاني الحكمة والرؤية الثاقبة، ورسمت إطارًًا عمليًًا واضحًًا للنجاح والتقدم في مختلف المجالات. لقد كانت كلمات سموه بمثابة خارطة طريق لتعزيز روح المسؤولية والانتماء الوطني، وترسيخ العزيمة لدى أبناء الكويت لمواصلة البناء وتحقيق التنمية المستدامة. تعكس هذه الزيارات اهتمام سمو الأمير بقضايا الوطن والمواطنين، وتؤكد حرصه على ترسيخ الوحدة الوطنية وتعزيز الولاء والانتماء. فسموه يؤمن بأن تحقيق التنمية والاستقرار يبدأ بتلاحم المجتمع وقوة مؤسساته، وهو ما تجسد في لقاءاته المباشرة التي كانت بمثابة رسائل دعم وتحفيز للجميع.
وفي اطار عادته السنوية، ألقى سموه كلمة بمناسبة العشر الأواخر من رمضان استعرض خلالها إطار الإصلاح السياسي، مؤكدا سموه أن تعطيل بعض م ا ود الدستور جاء
كإجراء ضروري لعلاج خلل أصاب الممارسة الديمقراطية وأثر على مسارها الصحيح، مستدركا بقوله ان الكويت باتت على أعتاب مرحلة جديدة ، إذ ستشهد إعادة الممارسة الديمقراطية بثوبها الجديد على أسس راسخة تضمن الاستقرار والتنمية. كما شدد سموه على أن الوحدة الوطنية لا تتحقق إلا من خلال ترسيخ الهوية الوطنية، وقطع الطريق أمام
من يحاولون خلط الأوراق في ملف الجنسية بهدف إثارة الفتنة.
لقد كانت كلمات سمو الأمير واضحة وحازمة بأن الكويت لن تكون ساحة للفوضى، وأن العمل مستمر لتعزيز اللحمة الوطنية وحماية أمن البلاد واستقراره. في الوقت نفسه، لم تغب القضايا التنموية عن خطاب سمو الأمير، حيث وجه الحكومة إلى الإسراع في تنفيذ المشاريع الكبرى، خاصة في القطاعات الحيوية مثل الصحة والتعليم والإسكان، باعتبارها
أساس رفاه المواطن ومحور التنمية المستدامة، كما شدد سموه على ضرورة تنويع مصادر الدخل، وتقليل الاعتماد على النفط، وإشراك القطاع الخاص المحلي والعالمي في
مشاريع الدولة لضمان استدامة الاقتصاد الوطني. وفي ظل التحديات التي تواجهها الكويت، حملت كلمات سمو الأمير رسالة طمأنينة للشعب، مؤكدًًا أن السلبيات
في طريقها إلى الزوال، فيما الإنجازات على الأبواب، داعيًًا الجميع إلى التمهل قلي الًا والاستعداد لمستقبل أكثر إشراقًًا.
إن ما تضمنه خطاب سموه من توجيهات يعكس رؤية واضحة لمستقبل الكويت، داعيا الحكومة إلى تحمل مسؤوليتها في تذليل العقبات ووضع هذه التوجيهات موضع
التنفيذ، فكلمات سموه ليست مجرد رسائل، بل التزام واضح بتحقيق نهضة حقيقية، يقودها أمير يؤمن بأن الكويت أمانة، وسيعمل بكل قوة على تسليمها للأجيال القادمة
نظيفة، مزدهرة، وقوية.
حفظ الله الكويت وأميرها وشعبها، وأعاد علينا هذه المناسبات المباركة بالخير والرفعة والكرامة.
دمتم بود.