اللياقة البدنية والنوادي الصحية.. دعامة أساسية لصحة الإنسان واستثمار حيوي في الكويت
- قطاع النوادي الصحية شهد تطورًا ملحوظًا واستثمارات ضخمة خلال السنوات الماضية
- 30 مليون دينار حجم عقود الاستثمار في الأندية الرياضية خلال النصف الأول لعام 2024
- توقعات ببلوغ سوق خدمات اللياقة البدنية بالكويت مليارات الدولارات بحلول عام 2032
- كل 3211 شخصًا (963 مواطنًا و2248 وافدًا) يخدمهم نادٍ صحي واحد في الكويت
تُعد الصحة واللياقة البدنية من أهم الركائز التي تقوم عليها جودة الحياة والوقاية من الأمراض المزمنة.
ومع تزايد الوعي الصحي عالميًا، أصبحت النوادي الصحية والرياضية من أبرز الوسائل التي يعتمد عليها الأفراد والمجتمعات للحفاظ على الصحة البدنية والنفسية.
ولم تكن الكويت استثناء في هذا المجال، إذ شهد قطاع النوادي الصحية تطورًا ملحوظًا خلال السنوات الماضية، كما شهد هذا القطاع ضخ الكثير من الاستثمارات فيه، ما يعكس وعي المجتمع بأهمية الرياضة في تعزيز الصحة العامة.
بحسب المعلومات المتوفرة محلياً، يتبين أن عقود الاستثمار في الأندية الرياضية بلغت نحو 30 مليون دينار خلال النصف الأول من العام الماضي وذلك بحسب ما أعلن وزير الإعلام والثقافة ووزير الدولة لشؤون الشباب، عبد الرحمن المطيري في ذلك الوقت.
وبالإضافة إلى ذلك، تشير التوقعات إلى أن سوق خدمات اللياقة البدنية في الكويت سيصل إلى حجم سوقي يبلغ مليارات الدولارات بحلول عام 2032، مع معدل نمو سنوي مركب قدره 9.44% ما يعني أن هذه الأرقام تعكس الاستثمار المتزايد في قطاع الصحة واللياقة البدنية في الكويت، مما يشير إلى أهمية هذا القطاع في الاقتصاد المحلي.
بالإضافة إلى ذلك، تشير الإحصائيات الرسمية إلى أن إجمالي عدد تراخيص قطاع النوادي الصحية في الكويت نحو 1459 ترخيصًا بنهاية العام الماضي، موزعاً ما بين المؤسسات الفردية وشركات الأشخاص وأفرعها، بواقع نحو 48% من التراخيص للشركات الفردية أي ما يعادل 707 تراخيص ونحو 32% من التراخيص لشركات الأشخاص وبما يعادل 468 ترخيصًا، فيما بلغ عدد أفرع شركات الأشخاص نحو 284 ترخيصاً تشكل حوالي 20% من التراخيص.
وعلى الرغم من عدم توفر إحصائيات محددة حول عدد الأعضاء المنتسبين الفعليين لكل نادٍ من النوادي الصحية في الكويت، إلا أنه يمكن القول إنه وبناءً على عدد السكان البالغ نحو 4.68 مليون نسمة (بحسب آخر إحصائيات الهيئة العامة للمعلومات المدنية)، فإن كل 3211 شخصًا (963 مواطنًا و2248 وافدًا) يخدمهم نادٍ صحي واحد.
أهمية الصحة واللياقة البدنية
الصحة لا تعني غياب المرض فحسب، بل أنها تشتمل على حالة من التوازن البدني والعقلي والاجتماعي وهنا تأتي أهمية اللياقة البدنية كعنصر أساسي لتحقيق هذا التوازن، فهي تحسّن من كفاءة القلب والأوعية الدموية، من خلال تقوية عضلة القلب وتنشيط الدورة الدموية، كما انها تقلل من فرص الإصابة بأمراض مزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم، السمنة، السكري، وارتفاع الكوليسترول.
وللياقة البدنية فوائد أخرى تتمثل في تعزيز الصحة النفسية، إذ تسهم التمارين الرياضية في تقليل التوتر والقلق والاكتئاب عبر زيادة إفراز هرمونات السعادة كالإندورفين، ناهيك أنها تعمل على تحسين جودة النوم وتزيد من مستويات الطاقة اليومية، بالإضافة إلى أنها تساعد في الحفاظ على الوزن الصحي وزيادة الكتلة العضلية وتقليل الدهون.
النوادي الصحية وتعزيز الصحة
وكما هو معروف، تُعد النوادي الصحية والرياضية بيئة مثالية لتطبيق أساليب الحياة الصحية، حيث توفر هذه النوادي تشكيلة متنوعة من المعدات الرياضية الحديثة التي تلائم جميع الأعمار والمستويات، كما وأنها تقدم برامج تدريب متنوعة مثل الكار ديو، رفع الأوزان، الزومبا، اليوغا، السباحة، والبيلاتس.
وتوفر بعض النوادي الصحية كذلك خدمات تخصصية مثل جلسات التدريب الشخصي، الإرشاد الغذائي، والمساج العلاجين كما وتقدم أنشطة مجتمعية تساهم في تعزيز التواصل والدعم الاجتماعي بين الأعضاء.
صحة القلب والشرايين
تشير مختلف الدراسات الطبية والعلمية إلى أن ممارسة الرياضة بانتظام تلعب دوراً رئيسياً في التقليل من خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة تصل إلى 50% كما وتعمل على تحسين مستويات الكوليسترول الجيد (HDL) وتخفيض الكوليسترول الضار (LDL)، كما تعزز تدفق الدم وتحسن من وظيفة الأوعية الدموية وتسهم في خفض ضغط الدم وتحسين مرونة الشرايين.
النوادي الصحية في الكويت
شهدت الكويت خلال السنوات الأخيرة تطورًا ملحوظًا في قطاع النوادي الصحية، حيث انتشرت النوادي الرياضية في جميع المحافظات، مع تنوع في الفئات المستهدفة: رجال، نساء، أطفال، وكبار السن، وساهم في زيادة ذلك التطور ارتفاع أعداد المشاريع المحلية والعالمية التي قامت بافتتاح فروع لها في الكويت، مستفيدة من توجه المجتمع نحو نمط حياة صحي.
بالمقابل، توسعت الخدمات الصحية المقدمة في هذا الجانب لتشمل مراكز العلاج الطبيعي وعيادات التغذية وأجهزة تحليل الجسم، بالإضافة إلى انتشار العديد من التطبيقات الإلكترونية المتعلقة بتتبع أنشطة التمارين البدنية وخدمات التغذية السليمة.
في ظل ذلك كله، أصبح التمرين جزءً من الثقافة اليومية للكثير من الشباب والشابات الكويتيين والكويتيات، إلى جانب المقيمين في دولة الكويت وهو الامر الذي يعزز بشكل أكبر بعد وقوع جائحة كورونا في العام 2019 والتي زادت من وعي الأفراد بأهمية المناعة واللياقة، بل وأنها دفعت معظم السكان حول العالم. وليس في الكويت فحسب، إلى اتباع نمط بدني وغذائي صحي.
وبشكل عام، يمكن القول إن الصحة واللياقة البدنية ليست رفاهية بل ضرورة حتمية، حيث أصبحت النوادي الصحية تمثل شريكًا رئيسيًا في تحقيق هذه الغايةوذلك من خلال الاستثمار المستمر في هذا المجال، أثبت المجتمع الكويتي إدراكه لأهمية الوقاية وتعزيز نمط الحياة الصحي، مما ينعكس على تحسين الصحة العامة وتقليل عبء الأمراض المزمنة على الفرد والدولة.
المكملات الرياضية
بالتوازي مع نمط الحياة الصحية وانتشار النوادي الرياضية، برز مفهوم "المكملات الرياضية" التي أخذت صدىً واسعاً لدى فئة الشباب بشكل خاص.
تعرّف "المكملات الرياضية" بأنها منتجات غذائية يتم تناولها لدعم الأداء الرياضي، أو لتعويض نقص غذائي، أو للمساعدة في بناء العضلات أو زيادة القدرة على التحمل وتشمل أنواعًا مختلفة مثل:
- البروتينات (Whey – Casein – Plant-based)
- الكرياتين (Creatine)
- الأحماض الأمينية (BCAAs – EAAs)
- المكملات قبل التمرين (Pre-workout)
- مكملات حرق الدهون
- الفيتامينات والمعادن الخاصة بالرياضيين
إيجابيات المكملات الرياضية
وللمكملات الرياضية إيجابيات عديدة من بينها تحسين الأداء الرياضي لدى الرياضيين، حيث اثبتت الدراسات العلمية أن بعض المكملات، مثل الكرياتين والكافيين تعزز القوة والقدرة على التحمل، كما وأنها تعمل على دعم بناء العضلات، حيث تساعد البروتينات والأحماض الأمينية الموجودة في هذه المكملات الغذائية في تعويض التمزقات العضلية وبناء كتلة عضلية صحية لدى الرياضيين.
كما تساهم المكملات الرياضية في تعويض النقص الغذائي لأولئك الذين لا يستطيعون الحصول على جميع العناصر من الغذاء، حيث تعتبر المكملات مصدراً مكملاً، فضلاً عن أنها تساعد في تعزيز الاستشفاء العضلي وتسريع عملية تعافي العضلات بعد التمرين.
وبشكل عام توفر حلاً عملياً للأشخاص الذين يعانون من صعوبة في تحضير وجبات متوازنة بعد التمارين.
سلبيات المكملات الرياضية
وكما أن للمكملات الرياضية إيجابيات، فإن استخدامها بشكل خاطئ يجعل لها سلبيات ليست بديلًا عن الغذاء الطبيعي، بمعنى أن الاعتماد الكامل على المكملات قد يؤدي إلى نقص في مكونات غذائية مهمة لا تتوفر في المكملات.
ومن بين سلبيات المكملات الغذائية ارتفاع التكلفة، فبعض المكملات باهظة الثمن مقارنة بفوائدها الفعلية، ناهيك عن تفاوت الجودة بين الأنواع المختلفة من المكملات الرياضية المنتشرة في السوق، خاصةً إذا ما عرفنا أن السوق مليء بمنتجات غير خاضعة للرقابة وقد تحتوي على مواد ضارة أو ممنوعة.
والامر الأهم في جانب سلبية المكملات الرياضية هو أن بعض هذه المكملات قد تسبب أعراضاً جانبية مثل اضطرابات الجهاز الهضمي، الأرق، التوتر، أو مشاكل الكلى والكبد عند الإفراط في الاستخدام، خاصة عند تناول كميات كبيرة من البروتينات أو الكرياتين دون شرب كميات كافية من الماء.
بالإضافة إلى كل ما سبق، يمكن القول إن بعض مستخدمي المكملات الرياضية أصبحوا يشعرون أنهم لا يستطيعون التمرين دون المكملات، متجاهلين أن كثرة تناولها بدون وصفات طبية يمكن أن يتسبب في اختلال التوازن الهرموني لديهم، خاصة مع بعض المكملات غير المرخصة أو التي تحتوي على مواد هرمونية، كما أن بعضها الآخر قد يتسبب في أضرار قلبية وعصبية، لا سيما تلك المكملات المنشطة التي تستخدم قبل التمرين والتي قد ترفع ضغط الدم وتزيد من ضربات القلب.
كذلك تبين أن بعض المكملات الرياضية قد تحتوي على منشطات غير معلن عنها، مما قد يؤدي إلى مشاكل قانونية أو صحية، خاصة للرياضيين المشاركين في المنافسات.
وضع المكملات الرياضية في النوادي الصحية الكويتية
في الكويت ومع ازدهار قطاع النوادي الصحية واللياقة البدنية، برزت المكملات الرياضية كجزء أساسي من منظومة التدريب والتغذية.
وتنتشر هذه المنتجات بشكل واسع في صالات التدريب والألعاب، حيث تُباع داخل النوادي أو تُروج من خلال المدربين وقد لوحظ ارتفاع في الطلب على مساحيق البروتين، الكرياتين، ومكملات حرق الدهون، خاصةً بين فئة الشباب والمهتمين ببناء الأجسام واللياقة العالية.
ورغم هذا الانتشار، إلا أن هناك تفاوتًا في الوعي الصحي بين المستخدمين، فبعضهم يستخدم المكملات تحت إشراف أخصائي تغذية ومدربين معتمدين، بينما يعتمد آخرون على توصيات غير مختصة أو "تجارب شخصية"، مما يزيد من احتمالية سوء الاستخدام.
وهنا يجب القول إن المكملات الرياضية ليست ضارة بطبيعتها، بل قد تكون مفيدة جدًا إذا استُخدمت بالشكل الصحيح وتحت إشراف مختص، لكن الاستخدام العشوائي لها أو الاعتماد الكامل عليها قد يؤدي إلى أضرار جسيمة على الصحة، لذا فمن المهم جداً التوعية بأهمية التوازن بين الغذاء الطبيعي، التمرين الصحيح، والمكملات كدعم وليس كبديل.
برامج توعوية
وقد بدأت بعض النوادي الرائدة في الكويت بتوفير برامج توعوية وورش عمل تثقيفية حول المكملات الغذائية، وتشجيع الرياضيين على اتباع أسلوب علمي متوازن يجمع بين التمرين، التغذية الطبيعية والمكملات عند الحاجة فقط، كما قامت وزارة الصحة في الكويت بتفعيل إجراءات الرقابة على كافة المنتجات المستوردة من المكملات الرياضية، لكن الحاجة ما زالت ماسة لرفع الوعي الجماهيري بشكل أكبر، لا سيما لدى فئة المبتدئين وصغار السن من المتدربين.
60-70% نسبة الاعتماد على المكملات
وبحسب تقديرات غير رسمية من بعض مراكز التغذية واللياقة البدنية في الكويت، فإنه ما بين 60% إلى 70% من مرتادي النوادي الصحية يستخدمون نوعًا من المكملات الغذائية بشكل منتظم، خاصة البروتينات والكرياتين ومكملات الطاقة، فيما تزداد هذه النسبة بين الفئة العمرية من 18 إلى 35 عامًا، مع ملاحظة أن نسبة الاستخدام لدى النساء أيضًا في تصاعد، خصوصًا مع توجههن نحو اللياقة البدنية وخسارة الوزن.
نصائح لاستخدام آمن للمكملات
- استشارة أخصائي تغذية أو طبيب قبل البدء باستخدام أي مكمل.
- الالتزام بالجرعة الموصي بها وعدم تجاوزها.
- اختيار مكملات من شركات موثوقة ومعروفة.
- التركيز على نظام غذائي متكامل كأساس والمكملات تكون دعمًا فقط.
- قراءة المكونات جيدًا وتجنب المنتجات التي تحتوي على منشطات غير معلن عنها.
نماذج لشركات كويتية استثمرت في النوادي الصحي
برزت شركة مدن الأهلية العقارية، كإحدى الشركات الرائدة في مجال الاستثمار في النوادي الصحية في الكويت، حيث أبرمت الشركة عقدًا لتسويق وإدارة مجمع المسيلة للأنشطة الترفيهية واللياقة البدنية (نادي صحي) في منطقة المسيلة الساحلية ورصدت "مدن" مبلغاً وقدره 5 ملايين دينار لهذا الاستثمار الضخم.
كذلك استثمرت شركة ديار الكويت العقارية في مجال تملك وإدارة الفنادق والنوادي الصحية والمرافق السياحية، حيث قامت بتخفيض رأسمالها إلى 5 ملايين دينار في فبراير عام 2024، مع التركيز على تحويل استثماراتها الخارجية إلى داخل الكويت.
هذه قائمة بأهم 10 نوادٍ صحية في الكويت
1.أوكسجين جيم (Oxygen Gym)
يُعتبر من أكبر وأفضل الأندية الصحية في الكويت، حيث يمتد على مساحة 3000 متر مربع ويُوفر أحدث الأجهزة الرياضية والمرافق المتكاملة.
2.بلاتينوم جيم (Platinum Gym)
يُقدم مجموعة متنوعة من الأجهزة والمعدات الرياضية، بالإضافة إلى برامج تدريبية متنوعة تناسب جميع المستويات.
3.فيتنس فيرست (Fitness First)
سلسلة عالمية تمتلك فروعًا في الكويت، مثل فرعي الصليبيخات والفنطاس، وتُقدم برامج لياقة بدنية متكاملة للسيدات والرجال.
4.سبارك أثليتك سنتر (Spark Athletic Center)
يُعتبر من الأندية الرياضية الرائدة، حيث يُوفر مساحات واسعة ومجموعة متنوعة من الأجهزة الحديثة.
5.نادي ليدي باور الصحي للسيدات (Lady Power Health Club)
مخصص للسيدات، يُقدم برامج تدريبية متنوعة تحت إشراف مدربات محترفات، مع فروع في السالمية وحولي.
6.نادي سبورت آند مور للسيدات (Sport & More Ladies Gym)
يُوفر برامج لياقة بدنية وتغذية متكاملة للسيدات، مع فروع في الفروانية وخيطان.
7.نادي فلير الرياضي للسيدات (Flare Fitness)
يُقدم برامج تدريبية متنوعة تحت إشراف مدربين محترفين، مع فروع في الشويخ، الجابرية وشرق.
8.نادي ديفا الرياضي للسيدات (Diva Gym)
يُركز على تقديم برامج لياقة بدنية مخصصة للسيدات، مع مرافق حديثة ومدربات ذوات خبرة.
9.نادي بيلاتس آند مور (Pilates & More)
متخصص في تقديم تمارين البيلاتس واليوغا، مع تركيز على تحسين المرونة والقوة البدنية.
10.نادي تشامبين (Champion Gym)
يُوفر مجموعة متنوعة من الأجهزة الرياضية والبرامج التدريبية، مع عروض اشتراك مميزة.
تُقدم هذه الأندية مجموعة متنوعة من الخدمات والبرامج التدريبية لتلبية احتياجات مختلف الأفراد، سواءً كانوا يبحثون عن تحسين اللياقة البدنية، فقدان الوزن، أو بناء العضلات.